دفاعا عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
هوية بريس – إلياس العمراني
لو علم الناس ما في الإعجاز العلمي والعددي من الكتاب والسنة من إثبات لعظمة الخالق وكماله وإحاطته علما بكل شيء في الوجود لما جفوه وهمشوه وأهملوه كما فعل كثير من أهل العلم المعاصرين، بل واصطفت معهم كل الفرق العلمانية والتنويرية والقرآنية والإلحادية الذين رأوا في هذا الإعجاز العلمي تحديا كبيرا ومعجزا لكل خططهم ومشاريعهم الرامية إلى سلخ الإنسان المسلم من دينه وعقيدته وهويته ثم الدفع به إلى حفر الكفر والإلحاد.
فالإعجاز العلمي يأتي بعصارة مئات السنين من البحث والتطوير والتنظير والاكتشاف فيضعها في جملة واحدة أو في بضع كلمات محدودة ليخبرك أن ما أجهدت الإنسانية نفسها في البحث والكشف عنه وسبر أغواره وأسراره هو كامن في كتاب الله وسنة نبيه في أبهى صور الإخبار المعجزة، فمراحل نمو الجنين في بطن أمه وتشكل عظمه ولحمه فصلت في بضع كلمات موجزة، ونشأة الكون وتوسعه وتحول مادته إلى دخان (سحابة غازية عملاقة) قبل أن تتجه إلا التكوين تضمنتها بضع آيات محكمات، وإنزال مادة الحديد من السماء بعد تكونه في نواة النجوم لاستحالة تكونه في الأرض سطرتها آية واحدة بل وزادت عليها أن جعلت الرقم الترتيبي للسورة موافقا للعدد النووي للحديد، وطقطقة النجوم وانهيارها في الثقوب السوداء عبرت عنها آياتان في أجمل أشكال البيان، وشكل الكون المحبوك “كما في صورة المنشور” والذي تم رسمه بعد مجهود عظيم وتقانة عالية جدا لجمع بيانات ملايير المجرات (ضوء مسافة اتجاه..) عبر عنه ربنا بثلاث كلمات فقط ((والسماء ذات الحبك))، ونقصان القارات من أطرافها الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الأرض المسبب بدوره لذوبان جبال الجليد أشارت إليه آيتان قرآنيتان بوضوح تام، ومعرفة أدنى مستوى للأرض عن سطح البحر بسطه الرحمن في نقطة تلاقي الفرس والروم زمن النبي والتي هي بجانب بيت المقدس، وفي السنة الصحيحة أيضا الكثير والكثير مما لا يسعنا في هذا المقام ذكره، لكن ما يجمع كل هذه المعجزات المعرفية والعددية أنها تدفع كثيرا من غير المسلمين إلى الإيمان بالله واعتناق الدين الحق وخصوصا العلماء منهم وتزيد المسلمين المؤمنين إيمانا وتصديقا وفرحا بموافقة مسلمات العلوم الدنيوية المجمع عليها لآيات وأحاديث الكتاب والسنة القطعية المحكمة.
ثم إن هذه الآيات المعجزة التي يستحيل على الإنسان تفسيرها في حينها قبل أن ترشده إليها آخر الاكتشافات العلمية الكبرى لم تأتي سدى وعبثا بل جاءت لتثبت إيمان الناس وتزيدهم إيمانا فوق إيمانهم وترفع عنهم الشك والظن وضعف الإيمان وتسحب البساط عن أهل الكفر والشرك والعناد والإلحاد.