دكتور أمازيغي يوجه انتقادات موجعة للناشط المتطرف أحمد عصيد
هوية بريس – الدكتور إدريس قصوري
مؤسف جدا أن البعض لم يقرأ ما كتبته ولم يعط لعقله حتى فرصة فهم ما كتبته. وبدأ ينتقد تعصبا وتقديسا وتأليها مجانا لشخص.
والمؤسف أن هذا البعض يدعي الديمقراطية والحداثة والتقدمية وحقوق الإنسان والعقلانية والمساواة. وهي كلها براء منه لأنه متشبث بالعصبية وبإثنية ما قبل الإسلام.
يطلب تجديد الإسلام وتنويره وهو متمسك بعصبية أمازيغية إقصائية، متناسيا أن أجداده الأمازيغ الأشاوس الأذكياء، من قبيلة أوربة، بزرهون بنواحي مكناس، هم من فتحوا دارهم وأحضانهم بذكاء ودهاء للإسلام. ونحن نفتخر بذلك.
وهذا البعض الذي يخلق عداوة وهمية مع الإسلام بدافع عرقي، يتجاهل أن أغلب أمازيغ المغرب هم من المسلمين. ومنهم علماء أجلاء نفتخر بهم وعلى رأسهم صاحب النبوغ المغربي.
هذا البعض يتبنى الديمقراطية وهو يجحد بالأغلبية.
هذا البعض يدعي حقوق الإنسان وهو يرفض الاختلاف، ويدافع عن التمييز والحقد والكراهية في الدين والطعن في المعتقد باسم العصبية القبلية.
هذا البعض يتحدث عن الكونية والمواطنة وهو يعادي أهل البلد وأغلبية المواطنين.
هذا البعض يتبنى التقدمية، وهو غارق في قبلية وعرقية مر عليها أزيد من 3000 سنة.
هذا البعض يدعي الكونية والإنسانية، وهو يعادي أهل: “خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”..
ويتمسك بالقبيلة والعرقية في القرن الواحد والعشرين ناعتا الناس بالمتخلفين وبالظلاميين وبالخوانجية وبالجاهلين.
هذا البعض يرفض الأعراف والتقاليد والموروث، ويعتبر التشبث بأمازيغية قبل الإسلام أصالة.
هذا البعض يتلاعب بالحداثة وبالأصالة، ويوظفهما متى شاء، وكيفما شاء، دون ضوابط، ودون احترام للقواعد والأصول والمنهجيات.
هذا البعض يتبنى مرجعيات وقيما غربية غريبة عنا كما هي، رغم ما أظهره الزمن من زيفها وكذبها في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا والسودان، وزمن الحماية والاستعمار والغزو الوحشي وتخريب أعرق البلدان والدفاع عن جرائم الصهيونية وحماية قتلة الأطفال والنساء ودعمهم بالسلاح والمال وكل الوسائل والطرق.
هذا البعض يعادي أهل الدار ويناصر الغريب القاتل ملطخ الأيادي بالدماء على مر العصور.
هذا البعض يعادي من يدافعون عن الدار ويسميهم بالجاهلين، ويناصر مخربي البنيان ويسير في طريقهم.
هذا البعض يُحرف القرآن ويستخف بآياته مبنى ومعنى ويجحد بروحه وينكر أحكامه ويُماري فيها، حيث يثبت ما يريد منها، وينفي ما يريد منها حسب هواه هو.
هذا البعض يتصرف في الآيات كيفما شاء زيادة ونقصانا وتقديما وتأخيرا واجتزاء من السياق وإخراجا عن النسق.
وكما يتصرف هذا البعض سلبا مع النص يتصرف تعسفا مع السياق.
والمؤسف أن الناس ينكرون علينا توظيف نعث “التحريف”و “التضليل” رغم أن هناك كتبا ومؤلفات منشورة بهذه العناوين سواء عند أهل العقيدة والكلام والرأي أو لدى المدارس الغربية بما فيها الماركسية واللينينية.
والمؤسف كذلك، هو أن الناس تؤاخذ علينا عنونة “العصيدة”، وهي أخف بكثير من اتهام المغاربة المسلمين بالجاهلين دون توازن ولا تناسب في الأحكام.
ولست أدري من الجاهل؟
هل من يتشبث بعنصرية أزيد من3000 سنة دون تحديث أو تطوير أو أخوة إنسانية ورحمة وتعارف؟
أم من تبنى كل ذلك وهو لم يتجاوز 1400سنة بعد؟
والمؤسف، أيضا، أن هذا البعض من القراء، يطلب من الآخرين التغيير والتجديد الذي لا يريده هو لنفسه متشبثا بعصبية مقيتة بكلمة أمازيغ، دون أن يفهم بأن أجدادنا الأمازيغ النُّبغاء كانوا أذكى منا فكرا وتفكيرا واعتقادا وعملا، تبنوا الإسلام ودرسوا علومه في منابعها وعلى رأسها جامعة القرويين بفاس، ووطنوا العلوم الشرعية بمختلف مدارسنا، وتفوقوا فيها على غيرهم ممن يعتبر أهلها وبرعوا فيها تأليفا وشرحا وتدريسا وتنقيحا وتأصيلا.
وجابوا جميع الأقطار والأمصار من أجلها ومزيدا فيها وناظروا أهلها وتفوقوا عليهم فيها واثبتوا علو شغفهم بها وشأنهم فيها.
وتعاونوا مع بعضهم البعض. ودافعوا عن حوزة البلد في جميع العصور. وكانوا يعرفون حق المعرفة عدوهم الحقيقي من صديقهم. فكانوا أفضل منا بكثير الكثير.
فالأمازيغية لم تكن، في يوم من الأيام، عنصرية ولا إقصائية ولا تشعر بالنقص الذي يعيش فيه البعض اليوم.
تاريخ الأمازيغية الحقة توازن بين قوة الشخصية وقوة المعتقد في انسجام تام بين الجسد والروح وبين المظهر والمخبر وبين الذات والمحيط.
تاريخ الأمازيغ لم يكن أبدا بكاء على الأطلال أو تخفيا وراء المؤامرة والمظلمة الدينية أو العربية أو العرقية.
تاريخ الأمازيغية تاريخ شهامة مع الذات ومع الغير عنوانه العريض إكرام الضيف بالقليل قبل الكثير. فكانوا ديمقراطيين وحداثيين وعقلانيين وتنويريين وحقوقيين بطريقتهم الخاصة.
أما بعض اليوم، فليس لهم من الأمازيغية سوى شوفينية فارغة بلا معنى وبلا روح، تسير عمياء تتقاذفها التيارات البائدة والمصالح الشخصية والأهواء العوجاء.
فأنا أمازيغي مسلم من بني النظير، أكبر قبائل منطقة مكناس حتى قبيلة أوربة الأمازيغية بمولاي ادريس زرهون مهد وحضن نبتة الإسلام الأولى بالمغرب الحبيب. وهذا شرف لي..
فعودوا إلى رشدكم، واقرأوا جيدا تاريخكم.