قلق ورعب في “إسرائيل” من صدمة عالمية مرتقبة

هوية بريس – وكالات
حذر المحلل السياسي الصهيوني إيتمار إيشنر من أن الأيام المقبلة ستشهد موجة عالمية من الصور والمشاهد الصادمة التي توثق حجم الدمار الهائل في قطاع غزة، مؤكداً أن هذه الصور “ستهيمن على المشهد الإعلامي الدولي لفترة طويلة” وتشكّل ضربة جديدة لصورة الاحتلال الإسرائيلي في العالم.
وقال إيشنر، في مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن وسائل الإعلام العالمية التي ستُسمح لها بدخول غزة بعد منع دام أكثر من عامين، ستُستقبل بحفاوة من قبل سكان القطاع الذين سيشاركون قصصهم المأساوية، مضيفاً أن المشاهد المنتظرة “ستُذكّر العالم بدمار هيروشيما عام 1945”.
لكنه أوضح أن الفارق الجوهري اليوم هو عصر وسائل التواصل الاجتماعي، الذي سيجعل هذه الصور تنتشر بسرعة البرق، لتحدث “صدمة عالمية غير مسبوقة”، على حد وصفه.
“غزة ستكون مرآة تعكس وجه إسرائيل الحقيقي”
ويرى إيشنر أن الصور القادمة من غزة ستتحول إلى رمز عالمي لمعاناة المدنيين تحت الاحتلال، وستعيد إلى الأذهان حجم الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية في الأحياء السكنية والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس.
وأشار إلى أن الرأي العام الدولي لن ينسى بسهولة هذه المشاهد، وأنها ستؤثر بعمق في الموقف السياسي والإعلامي تجاه إسرائيل خلال السنوات المقبلة.
سيناريوهات مستقبل إسرائيل بعد الحرب
وفي تحليله لمستقبل إسرائيل بعد انتهاء العدوان، قدم إيشنر سيناريوهين:
-
الأول “متفائل”، يقوم على أن تنفيذ اتفاق وقف النار وإطلاق الأسرى الفلسطينيين قد يخفف الغضب العالمي، ويفتح الباب أمام عودة تدريجية للعلاقات مع بعض الدول.
-
أما السيناريو الثاني، الذي وصفه بـ“الأرجح”، فيحذر من تداعيات دبلوماسية وسياسية خطيرة ستلاحق الاحتلال لسنوات، تشمل عزله رياضياً وثقافياً وعلمياً، وتزايد حملات المقاطعة (BDS).
وقال إن خصوم إسرائيل سيواصلون تصويرها كـ“المجذوم الجديد” في العالم، بدعم من الصين وروسيا وإيران وقطر، لأن “المعركة الحقيقية اليوم تُخاض في ساحة الوعي لا في ميدان القتال”.
الاحتلال يفقد شرعيته الأخلاقية
ويرى المراقبون أن هذه القراءة تعكس حالة القلق المتصاعدة داخل النخبة الإسرائيلية من فقدان الاحتلال لشرعيته الأخلاقية أمام الرأي العام العالمي، خاصة بعد أن وثّقت عدسات الإعلام المستقل جرائم الحرب بحق المدنيين في غزة.
ويؤكد محللون أن المرحلة المقبلة ستشهد تزايد العزلة السياسية والثقافية لإسرائيل، وأن “حرب الصور” ستكون أقوى من أي آلة عسكرية.



