دواء “ريمديسيفير” لعلاج كورونا.. قرار صعب يشعل الجدل والعالم يترقب الأمل
هوية بريس – متابعات
يواجه المسؤولون عن الدواء في أميركا تحديات في اتخاذ قرار نهائي حول عقار ريمديسيفير، وهو ما أشعل جدلا حول آليات اعتماد الأدوية المضادة لفيروس كورونا وقدرتها على وقف خطر الفيروس القاتل.
وكشف تقرير نشره موقع ” statnews” تفاصيل حول ما يدور في دوائر صنع القرار والجدل القائم حول آليات الاختبار، إذ أن خلف شعاع الأمل بهذا الدواء واحدة من أصعب المعضلات في الطب والمتعلقة بكيفية الموازنة بين الحاجة إلى اختبار صارم لدواء أمن وفعال مع السرعة في إيجاد الدواء وتجاوز بعض الخطوات البيروقراطية من أجل تسريع التجارب السريرية.
المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية كشف كيف اتخذ هذا القرار المصيري، والذي احتاج إلى آليات تعامل غير تقليدية من أجل الإسراع في إيجاد دواء لكورونا يوقف المرض القاتل.
البداية كانت بإعطاء عدد من المرضى الذين يخضعون للتجربة السريرية دواء وهميا حيث يتناولون عقارا يشبه ريمديسيفير ولكنه لا يحمل بداخله أية مادة فعالة، وذلك لمعرفة ما إذا كان المرضى يتعافون بمساعدة الدواء أم أن العامل النفسي له دور بذلك، حيث كانت النتيجة بأن 11.6 في المئة من الذين تناولوا العقار الوهمي توفوا بسبب كورونا، فيما كانت نسبة الوفاة بين من تناولوا الدواء الفعال 8 في المئة.
كليفورد لين، مدير المعهد قال إن هذه النسب لم تكن ذات دلالة إحصائية ولكنها كانت إجراء مهما من أجل معرفة التأثير الحقيقي للدواء، ولنتأكد أن حالات الشفاء لم تكن مصادفة على الإطلاق، مشيرا إلى أنه لا يندم على الإصرار على هذا الإجراء على الإطلاق.
ومن وجهة نظر المعهد فإن الدراسة السريرية أجابت عن سؤال هام يتعلق بمتوسط الوقت الذي يحتاجه المريض أثناء تناوله العقار للتخلص من كورونا ومغادرة المستشفى، حيث كانت 11 يوما، مقارنة مع 15 يوما لمن تناولوا الدواء الوهمي.
ستيفن نيسن، طبيب القلب في كيلفلاند قال إنه يعارض تجربة إعطاء الدواء الوهمي، وأن اتخاذ مثل هكذا قرار تسبب بفرصة ضائعة في اختبار ما إذا كان ريمديسيفير يخفض معدل الوفيات بسبب الفيروس أم لا، مشيرا إلى أنه يجب معرفة الأثر الحقيقي للدواء وإذا ما كان يخفض معدلات الوفيات أم لا.
بيتر باخ، مدير مركز السياسيات الصحية في مركز ميموريال سلون للسرطان يرى أن النتائج يجب أن تعكس المعلومات الأكثر دقة من خلال معرفة ما إذا كان يستطيع إنقاذ الأرواح أم لا.
وعندما تم الإعلان عن إعادة تصميم التجربة السريرية قالت المعاهد الوطنية الصحية إن البيانات جاءت من تحليل مؤقت، ما يعني أن هذه الدراسة أوقفت باكرا، حيث ظهرت فائدة للدواء لا يمكن إنكارها.
ووفق “الحرة” كانت التجربة السريرية الأولى قد شملت 1063 مريضا، تعافى منهم 480 مريضا، في الولايات المتحدة.