دور المجتمع المدني في تنشيط الحياة الثقافية في مدينة أكادير
هوية بريس – سعيد الغماز
نظمت جمعية منتدى مبادرات أطر سوس ماسة، مساء يوم الجمعة 15 نونبر 2024، ندوة حول موضوع “قراءات في مشروع قانون المالية 2025”. وتأتي أهمية هذه الندوة في ظل الجمود الثقافي الذي تعرفه مدينة الانبعاث، وتراجع الحياة الثقافية عما كانت عليه في السابق. فقد أصبحت الملتقيات الثقافية نادرة في أكادير، حتى أصبح كل ملتقى ثقافي يكتسي أهمية قصوى في ظل استقالة المجتمع المدني من أداء دوره في تنشيط الحياة الثقافية في المدينة. وفي ظل الندرة التي تعرفها مثل هذه الملتقيات.
كان لافتا في الندوة التي نظمها منتدى مبادرات أطر سوس ماسة، الحضور المتميز لطلبة الماستر من جامعة ابن زهر، وثلة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي. ويعكس هذا الحضور، الحاجة الملحة لشرائح واسعة من ساكنة المدينة، لمثل هذه الندوات، حتى لا يتم اختزال الثقافة في المهرجانات والسهرات. فالإنسان، من حيث هو إنسان، له عقل وقلب، تفكير وعاطفة. ويحتاج لبرنامج ثقافي شمولي يُغذي العقل والقلب، ويقوي الفكر والعاطفة.
تنشيط الحياة الثقافية في مدينة أكادير، ليس من مسؤولية المجتمع المدني فحسب، بل هي مسؤولية مشتركة يلتقي فيها نخب المدينة والسياسيين والأحزاب كذلك. في هذا الإطار، لا بد من التنويه بلقاءات الصالون السياسي التي ينظمها حزب العدالة والتنمية في المدينة. ولا بد من التنويه باللقاء المشترك بين حزبي التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي حول الصحراء المغربية. وهذه دعوة لباقي الأحزاب في المدينة، لتحمل مسؤوليتها، والانخراط في تنشيط الحياة الثقافية في مدينة الانبعاث.
الندوة التي نظمها منتدى مبادرات سوس ماسة، هي كذلك دعوة لباقي مكونات المجتمع المدني، للانخراط بجدية في تنشيط المدينة. خاصة وأن أكادير مدينة تعرف دينامية كبيرة في بنياتها الثقافية، حيث ينتظر المواطن السوسي، افتتاح المسرح الكبير والمكتبة المتعددة الوسائط وباقي المكتبات المتنقلة إلى جانب المتاحف ومعهد الفنون.
وعطفا على الأساتذة الكرام الذين أطروا ندوة المنتدى، بقراءات في مشروع قانون المالية 2025، لا بد من التنويه بكل المداخلات، وأخص بالذكر العرض الذي قدمه الأستاذ عبد اللطيف أعمو والذي نال استحسان كل الحضور وخاصة طلاب الماستر. لكن هذا التنويه لا يمنعنا من إبداء ملاحظة بسيطة، مفادها أن الأستاذ الجامعي عليه بذل مجهود لتقديم مادة تناسب اللقاءات العمومية، وتتوجه لشرائح مجتمعية مختلفة. وهو ما يتطلب التمييز بين درسٍ لطلاب الجامعة، وعرض أكاديمي لعموم المهتمين. كاديرأ