ديمقراطية مفصلة على مقاس الصهيونية
هوية بريس- متابعة
ظل الغرب طيلة عقود من الزمن يروج لنموذجه في الثقافة والسياسة، مفاخرا بتصوراته حول الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفي كل هذا، لعب بعض أبناء جلدتنا دور الترويج ليبرالية الغربية، بل لنسختها الأكثر بشاعة أي النيوليبرالية، دون تمييز بين سياق غربي وآخر إسلامي.
وبقي الأمر كذلك إلى أن جاء “طوفان الأقصى” وما تلاه من عدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
فقد فضح هذا العدوان أول ما فضح “ديمقراطية الكيان الصهيوني”، ومعه كافة الديمقراطيات الغربية التي تسما “عريقة”.
لقد فضح العدوان وتصامن الغرب لدعمه ونصرته ديمقراطيات فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكشف وجهها البشع أمام أنصارها من بني جلدتنا.
وبلغ الأمر ببعض الدول الغربية أن حوصر فيها رياضيون بسبب مواقفهم الداعمة للشعب الفلسطيني والرافضة للعدوان عليه.
فمنعوا من اللعب مؤقتا وأقيمت لهم مجالس تأديبية وهاجمهم الإعلام بكل “وقاحة”، ولا أحد قال هذا “انحراف في ليبرالية الغرب”، بل لسان حال الجميع يقول: “لا دعم الإرهاب”، وكأن “حماس” هي من قتلت 11 ألف مدني وحرمت الباقين من الماء والطعام والدواء..
أما فرنسا، بلاد الأنوار الأولى، بلاد “الحرية والأخوة والمساواة”، فقد منعت فيها احتجاجات التضامن مع غزة والفلسطينيين، وطار رئيسها على عجل لمواساة “الإسرائيليين” في عقر دارهم.
أمريكا الديمقراطية لم تكن لتخلف الموعد مع هذا المحفل الديمقراطي البهيج، فجمعت الدول الغربية على موقف واحد هو “من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”.
وأرسلت حاملات طائراتها وأهبت قواعدها في الشرق الأوسط وحركت صفقات السلاح لصالح ابنتها المدللة “إسرائيل”، دفاعا الديمقراطية والسلام والحرية ب”الدبابات والطائرات” كما هي عادتها.
أما الإقالات من المناصب، فقد حطمت الرقم القياسي في الدول الغربية بحجة “دعم الإرهاب”، وكأن الإرهاب وليد عملية نفذتها حركة المقاومة “حماس” بعد عقود من العدوان الصهيوني!
إن كل هذه الوقائع تطرح سؤالا حاسما على الديمقراطية الغربية: هل ما زال فيها وجه للترويج، أم أنها أصبحت أداة في يد “الصهيونية العالمية”؟!