دَرس فرنسي مُفيد.. ما أحْوَجَنَا إليه
هوية بريس – عبد الله النملي (كاتب وباحث)
فرنسا التي يضاعف الدخل الفردي لمواطنيها 21 مرة الدخل الفردي للمواطن المغربي تتراجع عن رفع زيادة الضرائب على المحروقات وأسعار الغاز والكهرباء. وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب: “إني أسمع هذا الغضب، وأقدر خطورته”، وأضاف أن “على كل إنسان أن يسمعه إلا إذا كان أصم”، معتبرا أن “هذا الغضب يعبر عن عدم المساواة بين الفرنسيين، الذين يعاني بعضهم من ظروف اجتماعية صعبة”، مؤكدا أن من “لبسوا السترات الصفراء يحبون بلادهم، ولا ضرائب تستحق أن تضع وحدة البلاد في خطر!”.
أما عندنا في المغرب، فلا مجال للحديث عن استجابة لحراك اجتماعي أو نقابي، فالصحافة المأجورة لم تدخر أي جهد لتشويه صورة وسمعة و رواد الاحتجاجات، وتقزيم أعداد المشاركين في المسيرات، وبعض الأحزاب العاجزة لم تُخف حقدها وكراهيتها للحراك الاحتجاجي وأهدافه.
وأمام الزخم النضالي المتنامي للاحتجاجات المختلفة في الريف وغيره، لم تستطع السلطة الحفاظ على هدوئها، وما ادعته من استثناء مغربي، فاستخدمت كل وسائل القمع والاعتقال لإجهاض مسار مطلبي احتجاجي سلمي، وشنت حملة دعائية ضد شباب الحراك، وصلت حد التخوين واتهامهم بالتمويل الخارجي ووصفهم بالإنفصالييين، وتوجيه ســـهام التشكيك لشـــــــــعارات الحراك، واتهام نشطائه بالعـــــمالة للخارج، وتنفيذ أجـــــندات قوى ســرية داخلية، وفي بعض الأحيان لجهات خارجية مزعومة، ناهيك عن إغلاق الإعلام العمومي السمعي البصري في وجه الحراك، وفتحه على معارضيه.