د. أحمد الريسوني: الأسرة التعليمية هي المعول عليها في محاربة الغش
هوية بريس – د. أحمد الريسوني
الإثنين 13 أبريل 2016
أتوجه في هذه الكلمة بصفة خاصة ومحددة إلى إخواني وأخواتي وزملائي وزميلاتي من الأسرة التعليمية برجالها ونسائها من أساتذة وإداريين. موضوع هذه الكلمة هو ما دأبت علية حركة التوحيد والإصلاح في سنة حسنة منذ عدة سنوات، من تنظيم حملات لمحاربة الغش بصفة عامة، وفي المؤسسات التعليمية بصفة خاصة. وبما أن الأساتذة والمعلمين رجالا ونساء هم العمود الفقري للعملية التعليمية، هم عمادها وركنها الأعظم. فإن أي حديث عن الغش وأي محاولة لمحاربة الغش تقتضي وتستدعي التوجه إلى هؤلاء السادة الأفاضل والتعويل عليهم.
ومعلوم أن الأسرة التعليمية في المجتمع المغربي وربما في مجتمعات أخرى هي الفئة الأكثر نزاهة والأكثر مصداقية والأكثر بعدا عن الفساد وعن الغش أيضا. طبعا ربما قد يصيبها شيء من ذلك لكن تبقي هي الأفضل وهي الأمثل. ولذلك فالتعويل عليها في محاربة هذه الآفة ليس فقط في التعليم ولكن خارج المؤسسات التعليمية، لأن الأساتذة والمعلمين حينما يربون ويعلمون تلاميذ وطلبة فهم يصدرونهم إلى المجتمع وإلى مختلف القطاعات والمؤسسات، فإن صدروا غشاشين فسينتشر الغش في كل القطاعات والمؤسسات وإن صدروا تلاميذ وطلبة وخريجين جادين ومستقيمين ونزهاء فإن ذلك سينتشر ويمتد في كافة القطاعات والإدارات. ولهذا فإن العملية التعليمية والعملية التربوية هي الأساس كما نعرف جميعا، هي المحضن الأول بجانب الأسرة وبجانب التربية الوالدية، ولذلك فمحاربة الغش في التعليم وفي المجتمع أيضا يعول فيه أساسا عليكم إخواني أخواتي رجال ونساء التعليم والمعول على جهودكم وعلى نزاهتكم وعلى إخلاصكم في تكوين أبنائنا وبناتنا ليس فقط بتعليمهم أن يتحاشوا الغش في الامتحانات ولكن أن يتحاشوا الغش في حياتهم كلها.
ولا شك أن إعطاء القدوة هو الدرس الأول سواء من الأستاذ أو من المدير أو من الإداري. فأول درس في عدم الغش وأول درس في محاربة الغش، هو النموذج الذي يقدمه المعلم والمعلمة والأستاذ والأستاذة والمدير والموظف والمديرة والموظفة.. قبل أن نقول لأبنائنا وبناتنا وطلبتنا لا تغشوا نقول لهم بأفعالنا ها هو السلوك الأمثل الذي لا غش فيه. بعد ذلك يأتي التوجيه المباشر لأنه وإن كان لكل أستاذ تخصصه فإن كل أستاذ يستطيع أن يخصص حصة من وقته ودقائق من حصته، من حين لأخر ليعطي دروسا في هذه الآفة ويحذر من أثارها ليس فقط على الغير وإنما على الشخص نفسه، فالذي تعود الغش وتعود التعويل على الغش سيكون دائما فاشلا ودائما ينظر إليه على أنه غشاش وعلى انه لا يصل إلى شيء إلا بهذا الغش، فيعيش حياته كلها على الغش وعلى الدناءة.
فلنعلم أبناءنا وبناتنا أن الغش يدمر حياتهم وقدراتهم الفكرية والأخلاقية، ولذلك عليهم أن يعولوا على الجد. وبالله التوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مسؤول اللجنة العلمية بالمكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح.