د. أحمد الريسوني يكتب: أصحابُ موازين وإخوانُ الشياطين..
هوية بريس – د. أحمد الريسوني
كلنا نعلم أن الله تعالى وصف المبذرين بأنهم إخوانُ الشياطين، وذلك في قوله سبحانه: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 26، 27].
لكن من منا قد انتبه وتساءل: لماذا قرن الله تعالى بين التحذير من التبذير والمبذرين، وبين الأمر بإيتاء حقوق المحتاجين والمساكين؟ ما علاقة هذا بذاك؟ وما سر هذا الاقتران؟.
والجواب: أن التبذير – كلما وقع – لا يكون إلا على حساب المساكين والمحتاجين، فإذا أردنا تمكين هؤلاء من حقوقهم واحتياجاتهم، فلا بد من وقف التبذير وردع المبذرين. فلذلك جاء الحكم على المبذرين بأنهم إخوان الشياطين {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}. فالشيطان يكفر بربه، والمبذر يكفر بنعمة ربه. فهذه هي الأخوة التي تجمع بينهما.
وإذا كان المبذرون يُـعَدُّون إخوانا للشياطين بمجرد التبذير في أموالهم الخاصة ونفقاتهم الخاصة، فكيف بمن يبذرون أموالا عمومية خيالية ليست ملكا لهم، فيجعلونها هباء منثورا، ولا يجلبون بها للناس سوى الرذيلة والفساد والضياع؟
ونحن قد اعتدنا أن نشهد سنويا أكبر وأقبح عملية تبذير في تاريخ المغرب، وهي المتمثلة فيما يسمى “مهرجان موازين للغناء والرقص”. ومن ثم، فهي أكبر وأقبح عملية هضم وهدر لأموال الشعب وحقوق المحتاجين.
إن الأموال التي يطحنها مهرجان موازين كل سنة، منذ سنة 2001 كافية للقضاء على البطالة، ولبناء جامعة ومستشفى جامعي في كل سنة، ولتوسيع شبكة الطرق الممتازة إلى كل الجبال والقرى والصحاري.
ولو كانت أموال “موازين الكبرى” و”موازين الأخرى” قد صرفت على مصالح الشعب، لما كانت السجون ومحاكم الجنايات تزدحم اليوم بأبناء الحسيمة وأبناء جرادة وأبناء زاكورة…
يقول أصحاب موازين، وبعض المسؤولين المدلسين: إن مهرجان موازين لم يعد يتلقى أي درهم من أموال الدولة. ونحن نسألهم: فمن أين لكم هذه الميزانيات الضخمة التي تخصص للمهرجان كل سنة؟ كونوا شفافين واكشفوا للشعب مصادر تمويلكم السري ومبالغه؟
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا، فنحن نتجه إلى المؤسسات العمومية: المكتب الشريف للفوسفاط، وصندوق الإيداع والتدبير، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، والمكتب الوطني للكهرباء، والخطوط الملكية المغربية، ونسألهم: كم أعطيتم لمهرجان موازين منذ سنة 2001 إلى الآن؟ أعتقد أنكم ستشفقون علينا من ذكر الأرقام المهولة والمخيفة، ولذلك ستصمتون رحمة بنا.
بعد ذلك نتوجه بالسؤال إلى “برلمان الشعب”: هل عندكم من خبر أو أثر عن تمويل مهرجان موازين؟ ألا تشكلون لجانا للبحث والتقصي؟ ألا تحققون في هذه المحرقة لأموال الشعب؟ ألا تحققون فيما يفعله المبذرون والمتلاعبون؟ ألا تحققون في الأموال التي يهربها “الفنانون” الموازينيون كل سنة؟ أم أن هذا لا يدخل في اختصاصكم ولا في اهتمامكم؟
عند رب العالمين تجتمع الخصوم
كلام في الصميم. جزاك الله خيرا
نعم كلام أهل اليقين والإيمان والإحسان لما يصدعوا بكلمة الحق بكل طمأنينة وسكينة لمحو الوساخة وتطهير القلوب وكشف المعايب وفضح القذر المستور وبيان كم الحق العام هائل و مهدور،جزاك الله الله الله خير جزاك.
أسأل الله أن يزيدك من علمه وينفعنا بك ..
جزاك الله خيرا