د. البشير: المشكلة في تصريح الشيخي هو التهوين من التعارض بين العلمانية والإسلام في مرحلة يراد فيها هدم أصول الدين وفروعه
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تعليقا على التصريحات المثيرة للجدل لرئيس حركة التوحيد والإصلاح عبد الرحيم الشيخي حول “العلاقات بين الجنسين” والعلمانية، كتب الدكتور البشير عصام المراكشي: “حين نشرت كتابي “العلمنة من الداخل” منذ نحو خمس سنوات، جعلت له عنوانا فرعيا هو: “رصد تسرب التأصيلات العلمانية في فكر التيارات الإسلامية المعاصرة”؛ فكان حديثي إذن عن “التسرب” فقط، أي عن شيء خفي لا يدرك الواقع فيه أنه واقع فيه، ولم يكن كلامي عن “التبني الصريح”، فذلك شيء مناقض للأسس التي قامت الحركة الإسلامية عليها!”.
وأضاف مدير مركز إشادات للدراسات والبحوث “المشكلة اليوم في تصريح الأستاذ عبد الرحيم الشيخي وفقه الله، هو هذا التهوين من التعارض بين العلمانية والإسلام، في مرحلة حرجة من تاريخ الأمة، يراد فيها أن تهدم أصول الدين وفروعه، تحت معاول الثقافة العلمانية الغالبة”.
وكان الشيخي قال في مداخلة له، في ندوة علمية نظمتها الحركة بنادي المحامين أمس الجمعة 11 أكتوبر 2019، تحت عنوان: جدل الحريات الفردية في المجتمعات الإسلامية، انطلاقا من قراءة في كتاب “الحريات الفردية تأصيلا وتطبيقا” للدكتور الحسين الموس، قال: بأن “جزء كبيرا من العلمانيين دافعوا عن العلمانية حفاظا عن الدين، لأن الدين كانت تتسلط عليه جهات تستغله لقهر الشعوب فأرادوا أن يخلصوه لا من سلطة الدولة ولا من سلطة المجتمع، واعتبروه بين الإنسان وربه”، مردفا “أن العلمانية الفرنسية نموذج العلمانية المتشددة والمتطرفة والمتغولة على الأفراد وعلى الدين، أما هناك نماذج من العلمانية التي تقترب من المفهوم الإسلامي في التمييز بين المجالات والفضاءات”.
اقرأ أيضا: ردود علمية وفكرية على تصريحات الشيخي حول “العلمانية” و”العلاقات بين الجنسين”
وتابع د. البشير في رده الذي نشره في حسابه على فيسبوك “إذا رأيت أناسا كثيرين يدفعون غصصا في حلوقهم بجرعات خمر يضطرون إليها اضطرارا، فإنني لا يمكن أن أقول: ليس كل خمر حراما، بل منه ما لا يعترض الإسلام عليه!
لا أقول ذلك: لأن حال الضرورة يجب أن يبقى خاصا واستثنائيا، ولا ينبني عليه تأصيل عام، ولا توضع على أساسه الخطط، ولا يمدد حتى يلتهم حال السعة أيضا!
وكذلك، إذا كان بعض المسلمين، في ظروف خاصة، يجدون أن النظام العلماني المحايد تجاه التدين الفردي، يسمح لهم بأداء تعبداتهم الفردية دون تضييق، فيفضلونه على أنظمة بشرية أخرى؛ فإن ذلك لا يعني أن العلمانية، أو بعض أنواعها، صارت مقبولة في الإسلام!”.
الإسلام -وباعتراف كثير من المفكرين الغربيين أنفسهم-، حسب د. البشير “لا يمكن أن ينحصر في الدائرة الفردية، كما تريد العلمانية؛ بل هو -إلى جانب ذلك- نظام مرجعي متجاوز، يجب أن تحال عليه جميع قضايا الثقافة والاقتصاد والسياسة؛ وإلا لم يكن إسلاما! وينتج من ذلك بالبداهة أن الإسلام لا يجتمع مع العلمانية، لأنهما يشتغلان في المحل نفسه، ويتنازعان الأدوار نفسها!”، مردفا “المشكلة أن خطاب المنطقة الرمادية الذي قد يصلح في السياسة العصرية، لا يرضي أحدا في مجال الفكر.. لا يرضينا ولا يرضي العلمانيين؛ وإنما هو خطاب يزيد من حدة الالتباس في أذهان الناس، ويعمق الهوة بين النخب والمتلقين، المحتاجين اليوم إلى كثير من الوضوح الفكري”.
ومما أثار الجدل أيضا في تصريحات الشيخي، قوله “العلاقات بين الشباب اليوم موجودة (كان يرفضها المجتمع بالأمس)، ما هي العلاقات خارج إطار الزواج؟ تبدأ من السلام إلى المصافحة إلى إلى.. إلى القبل إلى المجرم شرعا والمجرم قانونا إلى العلاقة الجنسية، وهي الزنا، ما دون ذلك لا أعتبره جريمة، بالتالي يجب أن يكون فيه الوضوح”، مضيفا “الكل يربط علاقات، الإسلاميون وغير المتدينين يختلف مستوى درجتها من إلى”.