د. البشير: بعض الخطوات لمواجهة الضياع المفاهيمي واستبداد الغرب بالأمة الإسلامية
هوية بريس – د. البشير عصام المراكشي
الأمة في مفترق طرق ..
وذلها أمام أعدائها غير مسبوق ..
وضياع مفاهيم الشرع في أذهان أبنائها بلغ مبلغا كارثيا ..
وانتشار قيم الغرب في قلب الأمة ينذر بسقوط قدرتها على المقاومة ..
كل هذا صحيح ..
بل يمكنك أن تزيد عليه ما شئت من الدواهي!
ولكن ..
✔ أولا:
لا يكون الخروج من هذا النفق المعتم بالنواح والعويل، بل بعمل على بصيرة.
ولا يكون العمل على بصيرة إلا بأن يكون القائمون عليه قد ترقوا في مدارج الوعي الشرعي والفكري والواقعي.
فكل سعي في تحقيق الوعي محمود،
وكل تزهيد فيه وتنقيص من أهله كارثة على الأمة!
✔ ثانيا:
الإجابة على هذه الأسئلة الكبيرة، مما لا يستطيعه أفراد العلماء والمفكرين، فضلا عن عامة المسلمين. هذه قضايا أتعبت الكثيرين من قبلنا، وهي تحتاج اليوم – بعد أن جربت الأمة الكثير من الطرق وتبين أنها مسدودة – إلى تقليب للنظر يجتمع عليه أهل الاختصاص، وتتراكم فيه الإضافات النافعة، حتى يستوي الحل الأمثل على سوقه مزهرا وضاء.
وعليه فليس في مستطاعك أن تجد الحلول للمشكلات الكبرى للأمة، بما لديك من مؤهلات فردية قاصرة، وما ستقدمه – إن أصررت على ذلك – سيكون من محض الرأي الفطير الذي لن يزيد الأمة إلا حيرة وفتنة.
✔ ثالثا:
إذا علم ما سبق في النقطة الثانية، فاعلم أن الميسور لا يسقط بالمعسور.
فإذا لم تقدر على تلك الأمور الكبيرة، فأنت قادر على أمور كثيرة لن يخالفك عاقل في نفعها وأهميتها.
?بإمكانك أن تتعلم بجد واجتهاد، من جميع العلوم النافعة ..
?وبإمكانك أن تعلم الآخرين مما تعلمت ..
?وبإمكانك أن تعين من هم تحت مسؤوليتك على رفع وعيهم بالشرع والواقع ..
?وبإمكانك أن تدعو إلى الله بالحكمة والعلم ..
?وبإمكانك أن تنصر المظلوم ولو بالدعاء ..
?وبإمكانك أن تعبد الله حق عبادته بالفرض والنفل ..
هذه كلها – وغيرها كثير -:
? التقصير فيها واضح جلي عند أكثر الناس،
?ونفعها القاصر والمتعدي متفق عليه،
?هي ضرورية لرفعة الأمة وإن لم تكن كافية؛
فالمحروم من تركها لا لشيء إلا لانشغاله بالتباكي العقيم على حال الأمة.
والله الهادي.