د. البشير عصام: الحرية الجنسية في صالح الرجل أيها الجمعيات الأنثوية المطالبة بتقنينها
هوية بريس – د. البشير عصام المراكشي
كنت أشرت في مداخلتي المصورة عن #الحريات_الفردية باللغة الفرنسية، إلى شريط وثائقي مفيد أنجزته قناة (arte)، وهو موجود على الشبكة، وددت لو يترجم إلى العربية.
عنوان الوثائقي: “الإجهاض، قانون الصمت”
Avortement, la loi du silence
ويذكر شهادات لنساء أجهضن في مرحلة سابقة من حياتهن، ويبطل كثيرا من الأفكار السائدة حول الإجهاض في الأدبيات الأنثوية، مثل فكرة أن الإجهاض مجرد عملية طبية كغيرها، لا تجر معها أية صدمة نفسية ثقيلة للمرأة!
مما شدني في الوثائقي، شهادة امرأة تقول ما معناه (الدقيقة الثامنة تقريبا):
“حملت في سن 17، من أول علاقة جنسية لي، وكان عمره 45 عاما. كان متزوجا وله أطفال، هرب وتركني لوحدي، فلم أجد أي مخرج آخر سوى الإجهاض”.
هذه حالة متكررة جدا، في أوروبا وفي بلادنا، ولكنها حالة لا تهم الأنثويات اللواتي لا يرين فيها “سلطة المجتمع الباطرياركي الذكوري”، كما يرين ذلك مثلا في منع الأب ابنته من بعض الأمور حماية لها من الذئاب البشرية.
أما هذا الرجل الذي يمارس “حريته الجنسية”، ثم يتهرب من مسؤولياته، فهو لا يستحق العتاب ولا المؤاخذة عند الجمعيات الأنثوية المطالبة بالحرية الجنسية!
ولذلك قلت مرارا: الحرية الجنسية في صالح الرجل، تمكنه من إشباع رغباته بأقل التكاليف الممكنة؛ وليست في صالح المرأة التي تضطر غالبا -هنا وفي أوروبا وفي كل مكان، لأن السبب بيولوجي لا ثقافي- أن تتحمل وحدها تبعات العلاقة الجنسية، في حين ينطلق الرجل إلى مغامرات جنسية جديدة.
في فرنسا مثلا، توجد أكثر من مليون ونصف أسرة بوالد واحد، وفي 85% منها: هذا الوالد هو الأم، أما الأب فغائب عن تحمل المسؤولية!.
إن من أعظم حقوق المرأة التي يجب الدفاع عنها، حقها في أن لا توجد ممارسة جنسية في المجتمع إلا في إطار الزواج، الذي يضمن لها حقوقها المادية والمعنوية، ويمنع الرجل من التلاعب بها.
فأين المدافعون عن حقوق المرأة من هذا الحق المغيب؟
والله الهادي.