د. البشير عصام يكتب جوابا عن سؤال “أين العلماء مما يحدث؟”
هوية بريس – د. البشير عصام المراكشي
الحمد لله
من أشهر ما ينفس به بعض الناس عن غمهم في مثل هذه الأحداث، أن يقولوا: “أين العلماء مما يحدث؟”.
والجواب عندي سهل جدا.
ما المطلوب بالضبط من العلماء؟
← إصدار الفتوى بردة بشار، أو على الأقل بظلمه وفجوره، وعدم شرعية حكمه؟ بحت حلوقهم بذلك في كتاباتهم ودروسهم!
← إصدار الفتوى بوجوب النفير العام لنصرة أهل الشام؟ اجتمعوا في مصر وأصدروا بيانا جماعيا حصلت بسببه كوارث واقعية، يعرفها المطلعون!
← إصدار الفتوى بوجوب نصرة الشام بالدعاء والعمل الخيري؟ خرجت عشرات الفتاوى والبيانات بذلك!
← دعوة حكام المسلمين إلى التحرك لإنقاذ الشام وأهلها؟ فعلوا ذلك مرارا في خطبهم وفتاواهم، مع أنني أعلم – ولعلك تعلم أيضا – أنه لا فائدة ترجى من ذلك، لأن الحكام جزء من المشكلة فلا يمكن أن يكونوا حلا لها!
← تكفير حكام المسلمين، ومطالبة الناس بالخروج عليهم، لإقامة حكام يقيمون الشريعة وينافحون عن قضايا الأمة؟ لو فرضنا الجواز شرعا، لما خالفتني أن هذا طريق مسدود، سلكه بعض الناس قبل اليوم، فما أفضى بهم إلا إلى مفاسد ضخمة، عليهم وعلى مجتمعاتهم وعلى الأمة كلها.
← الخروج بأنفسهم للجهاد؟
1- ليس هذا دورهم، بل دورهم البيان والتعليم والفتوى. وإذا تخلوا عن دورهم، لم يستطع غيرهم القيام به، ولا أمكن لعامة الناس الوقوف أمام البدع والضلالات الفكرية المستشرية.
2- عبر التاريخ الإسلامي، لم يكن العلماء بعد زمن الصحابة يخرجون بأنفسهم للجهاد، إلا النادر، الذي يعد على رؤوس الأصابع. والذين نقلوا لنا الدين، ونحن الآن لا نعرف تكاليفنا الشرعية إلا من خلال كتبهم، كانوا يعيشون في الحواضر الإسلامية، يجاهدون بالقلم. ولا تقل: كان الجهاد في زمنهم جهاد طلب، فقد كان جهاد الدفع موجودا أيضا وبكثرة، وكان يقع على المسلمين في بعض مدنهم وقراهم أصناف من التقتيل والتشريد وسبي النساء والأطفال من العدو الكافر. ومع ذلك، ما سمعنا أحدا ينتقد العلماء لعدم خروجهم للقتال بأنفسهم!
3- في التاريخ الإنساني كله، أهل الفكر يفكرون ويكتبون ويحاضرون، ولا يخرجون بأنفسهم للقتال إلا اضطرارا. وبهذا الاحترام للتخصص تقوم الأمم!
فما المطلوب إذن؟
يا أخي الكريم..
لا تجعل العلماء شماعة تعلق عليها عجزك وفشلك..
العجز صار سمة عامة تشمل الأمة كلها، بعلمائها ودعاتها، وشيبها وشبابها، ورجالها ونسائها..
ولن يمحى هذا العجز إلا باجتماع الجهود، واحترام التخصصات، وعدم التهوين ممن هو على ثغر من ثغور الإسلام؛ فالأمة محتاجة في نهضتها إلى حل شمولي متكامل، تنسجه أيدي العاملين للإسلام في مختلف المجالات، من دعوة وسياسة وعلم وجهاد وغير ذلك.
(تنبيه لا بد منه:
الكلام هنا عن العلماء حقا، لا عن لصوص العلم وأدعيائه، المنتسبين إليه زورا، المرقعين لحكام السوء، المتبعين لأهواء السلاطين، المفتين بالمنكر والباطل، المسوغين للجور والظلم وسفك الدماء. فهؤلاء غير مثبتين في ديوان العلماء إلا على سبيل الغش والزور، ولك أن تنتقدهم بما تشاء، فقد أسقطوا حرمتهم بسوء فعلهم).
والله الهادي.
الله المستعان اللهم لا حول لنا ولاقوة الا بك نسال الله العلي العظيم ان يفرج على هذه الأمة شيخنا لقد ذكر الامام احمد ان أخوف مايخاف على هذه الأمة ليس من العدو لان الله بين حال الكفار في القران ولاكن الخوف من المنافقون يصلون وهم يتلون بالعلمانية والماركسية والبعتية والشذوذ والليواط والقبورية. والصوفية هذا المشكل وعبدة الحكام والطواغيث
عليهم ان يكفوا ألسنتهم عن دين المسلمين و دمائهم.
سي البشير,
اتق الله وكفى, لان ما تقوله لا ينطبق لا على رسول الله ولا على صحابته العلماء المجاهدين بحق, ربما ينطبق على بعض المنظرين والعباد المتبتلين.
أخوك في الله,
جزاكم الله خيرا.
هل نحن أصلا أمة الجهاد؟ لينظر كل منا إلى نفسه وحاله وحال أسرته ومحيطه ثم يجيب عن هذا السؤال. مشكلتنا أننا غير صادقين مع أنفسنا. الخطأ دائما خطأ الآخر.