د.البشير لوزير الأوقاف: هذا ليس مذهب الأشاعرة هذا تأويل علماني للدين (فيديو)

فيديو.. د.البشير لوزير الأوقاف: هذا ليس مذهب الأشاعرة.. هذا تأويل علماني للدين!
هوية بريس – متابعات
أثار مقطع مصوّر منسوب لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق بخصوص مسألة الإيمان عند الأشاعرة، تفاعلات لافتة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الدينية والفكرية، بعدما اعتبر بأن العمل “بين العبد وربه”، وأن الإيمان يُشترط فيه الاعتقاد دون العمل، مع ربط بعض من يجعلون العمل ركنا في الإيمان بالتطرف والعنف.
هذا الطرح لم يمرّ دون ردود، أبرزها تسجيل نشره الشيخ عصام البشير المراكشي على قناته وصفحته بالفيسبوك، الذي اعتبر أن تصريح الوزير يعكس توجها لإعادة تأويل الثوابت العقدية المالكية-الأشعرية وفق رؤية “حداثية-علمانية”، مؤكدا أن هذا الفهم لا يمثل الأشعرية كما قرّرها أئمتها، وأن العمل عند جمهور أهل السنة والجماعة ركن في الإيمان، وليس مجرد أمر “بين الإنسان وربه” كما جاء في كلام الوزير.
الدكتور والمهندس البشير أوضح في مداخلته أن جمهور علماء الأمة، ومنهم المالكية والأشاعرة، يثبتون أن الإيمان قول وعمل، مستدلا بكلام الإمام البخاري، والإمام مالك، وابن أبي زيد القيرواني، وخليل بن إسحاق، إضافة إلى ما هو مقرر في كتب الفقه في باب الردة، حيث يعتبر السبّ أو الاستهزاء بالدين أفعالا مكفرة تستوجب العقوبة الشرعية.
واعتبر المتحدث أن القول بأن العمل بين العبد وربه ليس من عقيدة الأشاعرة، بل منطق علماني حديث يريد حصر الدين في الباطن فقط، معتبرا أن استدعاء التراث لتبرير هذا الطرح “تزييف يحتاج إلى رد”، كما عدى الفقيه المغربي علماء الأشاعرة المنصفين للدفاع عن مذهبهم من التوظيف السياسي والفكري.
هذا الجدل يعيد إلى الواجهة النقاش المتزايد حول الثوابت الدينية للمغرب وطريقة توظيفها في الخطاب الرسمي، بين من يعتبرها مرجعية روحية جامعة، وبين من يرى أن هناك محاولات لإعادة صياغتها وفق رؤى حداثية تُفرغها من محتواها العقدي والتاريخي.
فقد سبق لوزير الأوقاف نفسه أن صرّح تحت قبة البرلمان بأن “كلنا علمانيون”، وهو تصريح أثار في حينه ردود فعل غاضبة، باعتباره يكرّس حالة الالتباس بين مرجعية الدولة الدينية كما نصّ عليها الدستور، وبين خطاب رسمي يميل إلى تذويب الحدود بين الدين والدولة دون إعلان واضح لمسار فكري أو مؤسساتي محدد.
فالنقاش اليوم ليس بين “تجديد” و”جمود”، بل بين تجديد منضبط بأصول الأمة، وقراءات قد تُفضي -بوعي أو بدونه- إلى علمنة صامتة للتدين داخل المؤسسات.



