د.الريسوني يكتب: أُفرجَ عن سُليمان.. فأين سَلمان؟!
هوية بريس – د.أحمد الريسوني
الداعية والمفكر الإصلاحي الشيخ سلمان العودة يكمل هذه الأيام سنته السابعة وهو في غيابات السجون، منذ اعتقاله الغريب في السابع من شهر سبتمبر/أيلول سنة 2017 .
ومنذ أسابيع تم الإفراج عن شقيقي سليمان، الذي كان قد اعتقل في الثاني والعشرين من شهر مايو/أيار سنة 2020.
وقد كان من أدعيتي اليومية أو شبه اليومية خلال السنوات المنصرمة:
“اللهم فرج عن أخي سُليمان من سجنه، وفرج عنه في سجنه.
اللهم فرج عن أخي سَلمان من سجنه، وفرج عنه في سجنه”.
وحين كنت أذكر صديقي العزيز الشيخ سلمان، كنت أتذكر مباشرة غيره من العلماء والدعاة والمفكرين، المعتقلين في مملكة نجد، وفي جمهورية مصر، وأدعو الله لهم جميعا أن يفرج عنهم من سجونهم، وأن يفرج عنهم في سجونهم.
باستثناء دول عربية معلومة، لا يوجد في أي دولة من دول العالم مثلُ هذا العدد من معتقلي الرأي والفكر، من العلماء والأكاديميين والدعاة والمثقفين. وهذا وحده دليل على مدى ازدهار التخلف والتعسف في العالم العربي!!
في عالم اليوم، أصبح اعتقال أصحاب الرأي والكلمة من العلامات الصارخة على عمق التخلف ورسوخ الاستبداد والتسلط على رقاب العباد.
على إثر اعتقال الشيخ سلمان العودة، لقيت أحد أصدقائه وتلاميذ مدرسته، وتحدثنا عن الشيخ سلمان، وفكره المعتدل ونهجه المسالم.. وكان حديثنا ملؤه الاستغراب والتعجب من اعتقال مفكر وداعية إصلاحي، سماته البارزة هي: السماحة والتيسير والرفق..
غير أن ما أعجبُ منه أكثر، هو أن الداعية الحكيم الشيخ سلمان، قد أمضى في معتقله سبع سنين عجاف، ويوجد من أمثاله، من شركاء المحنة، عشرات آخرون من العلماء الكرام، رواد الحكمة والنصيحة والموعظة الحسنة.. ومع ذلك نرى زملاءهم وأصدقاءهم وتلاميذهم ومحبيهم.. نراهم صامتين، ناسين أو متناسين هذه الحالة الكارثية لنخبة متميزة من علمائنا الأجلاء، وهي حالة كارثية على أمة الإسلام والمسلمين، وليس فقط على الضحايا وأهليهم!!
والشيخ سلمان حفظه الله، كان من المؤسسين والرواد في (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين). فماذا فعل الاتحاد لأجله، ولأجل غيره من العلماء السجناء؟
ألا يعني هذا أننا أيضا سجناء، ولو كنا في بيوتنا؟!
الحمد لله على فرجه عنكم لقد افتقدنا كتابتكم و مواضيعكم الجدية و الجيدة.