د.الريسوني يكتب: التحقيق مع جنود إسرائيليين.. شجرة لتُخفيَ الغابة

هوية بريس – أحمد الريسوني

نتنياهو ووزير دفاعه، يوجدان ضمن طلب الاعتقال الذي قدمه المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية.

والمحكمة الآن تدرس الطلب لتصدر قرارها بشأنه في الأيام المقبلة، وهي واقعة تحت ضغوط صهيونية أمريكية مناهضة للقرار، وتعمل جاهدة -وبكل الوسائل- لمنع صدوره.

ومن جملة الضغوط والحيل القانونية للإفلات من مذكرة الاعتقال: هذه المسرحية التي أعدها مجرما الحرب نتنياهو ووزيره؛ ومفادها: إجراء “تحقيق” مع جنود بـ”شبهة” التعذيب والاغتصاب لأسرى فلسطينيين، وهي مسرحية ترمي إلى إقناع قضاة المحكمة الجنائية بأن إسرائيل بمجملها دولة قانون، وعندها قضاء صلب مستقل، مدني وعسكري، يحاسب ويعتقل، ويعاقب كل من يرتكب انتهاكات قانونية وحقوقية، بما فيها تلك المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين..
وعليه فالمحكمة الجنائية لا يبقى لها مدخل ولا اختصاص في الموضوع.. فإسرائيل “قائمة بواجبها”، حتى إنها قد أعتقلت جنودا وتحقق معهم!!

هذا مع العلم أن جيش الاحتلال، برمته، وبمجمل قادته وجنوده، لا يفعل شيئا سوى جرائم الحرب والإبادة والسرقة والاغتصاب والتعذيب والتجويع الممنهج ضد كافة سكان غزة والضفة الغربية..

وأما “التوقيف والتحقيق” مع الجنود، فهو بمثابة استراحة وهدية تكريمية، تعفيهم من مخاطر القتال وأهواله..!