د.الريسوني يكتب: متى ظهر أن المعتقل بريء كان من اعتقله غيرَ بريء
هوية بريس – د.أحمد الريسوني
منذ سنين يتحدث المسؤولون العدليون والقضائيون، وغيرهم من ذوي الاختصاص، عن معضلة اكتظاظ السجون المغربية بنزلائها، ويذكرون أن أهم سبب لذلك هو ما يسمى (الاعتقال الاحتياطي)..
ومؤخرا جاء تصريح المدير العام للسجون بالمغرب، الذي “كشف عن وجود 20 ألف شخص يدخلون السجون سنويا ويخرجون بالبراءة، بعد اعتقالهم احتياطيا، وأن 4600 سجين مريض عقليا، يوجدون وراء أسوار السجون”.
ولا شك أن هؤلاء جميعا هم ضحايا سلطة الاعتقال الاحتياطي، التي يمارسها وكلاء الملك لدى مختلف المحاكم، ويشاركهم في مسؤولياتها ضباط البحث التمهيدي، والقضاةُ الذين يزكون الاعتقال الاحتياطي، ويستريحون بـ”رفض طلب السراح المؤقت”، بينما كان عليهم أن يصدروه بدون طلب..
نجن إذن أمام حصيلة سنوية -رسمية- فيها الآلاف أو عشرات الآلاف، من المعتقلين ظلما وتسرعا. ثم هم يشكلون عبئا ثقيلا مؤذيا لغيرهم من المعتقلين، المعذبين في سجونهم، وبذلك يصبح الجميع مظلومين معذبين في السجون.
ما يضير المسؤولين القضائيين في أن يتريثوا ويتركوا القضاء يجري مجراه، إلى أن تستقر كلمته عن تؤدة وبينة واطمئنان، وبعد ذلك يُعتقل من يعتقل، بدون تسرع ولا تعسف ولا ظلم؟ هل أجهزة الدولة ستكون عاجزة عن تنفيذ الأحكام بعد صدورها؟ أم ستكون عاجزة عن اعتقال من وجب اعتقاله؟
حين يحكم القضاء بالبراءة سنويا لفائدة عشرين ألف معتقل، فمعناه أن وراء كل اعتقال من هذا النوع يوجد ظالم أو أكثر. وحين يحكم القضاء بأن هذا المعتقل بريء، فهذا معناه أن من أمر باعتقاله، أو بتمديد اعتقاله غير بريء.
وحين يقر مدير السجون بأن لديه 24000سجين يعانون من أمراض عقلية، فمعناه أن هناك.. يوجد اختلال عقلي أخطر – لكونه إراديا- يوجد عند من أرسلوا المرضى عقليا إلى السجن، بدل أن يرسلوهم للعلاج. والسبب هو “الإدمان” على الاعتقال الاحتياطي!
لو كان مثل هذا الأمر يقع نادرا، وفي فلتات استثنائية، لقلنا: هذا من الأخطاء التي لا مفر منها. ولكن حين يصبح ذلك سياسة ومنهجا تحكميا لدى بعض المسؤولين القضائيين وأعوانهم، فهذا يعني أننا أمام دورة جهنمية متواصلة: يُعتقل فيها الأبرياء، بقرارات يصدرها غير الأبرياء.
وأخيرا أسوق هذه القاعدة الشرعية، من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين..
روى الإمام الترمذي عن عائشة -ضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخَلُّوا سبيله، فإنَّ الإمام أنْ يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة).
الحالتين مرهونة بالإثبات .
قد اسمعت اذا ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نفخت في نار اضاءت. ولكن تنفخ في رمادي
الكل يعلم يا سيدي ان القضاء في بلادي غير مستقل وأنه بيد الاجهزة الامنية لتكسير عظام المغاربة فهذا نلفق له قضية فساد وذاك محاولة ادخال دبابة والاخر محاولة قلب النظام او قضية ارهاب ومن اراد السلامة عليه ان يسمع ويطيع !