د. الكنبوري: الإنسان الأوروبي في حاجة إلى دين يتعلق به
هوية بريس- متابعة
أفاد د. إدريس الكنبوري، المفكر والباحث المغربي، أنه “في برنامج على قناة فرانس24 حول بلدة فرنسية دخلت مقدمة البرنامج ودليلها إحدى الكنائس؛ ولاحظت وجود تماثيل إلى جانب صور المسيح ومريم العذراء؛ فسألت عن وجود تماثيل مأخوذة من الأساطير اليونانية داخل الكنيسة؛ فرد عليها الدليل بأنها وضعت هناك لجذب المؤمنين”.
وقال الكنبوري، على صفحته ب”فيسبوك”، إنه “هكذا تحاول الكنيسة الكاثوليكية في الغرب التغلب على هروب الناس من الكنائس؛ وتعمل أي شيء لجذبهم؛ حتى لو وضعت تماثيل وثنية داخلها؛ فيختلط التبرك بالمسيح بالتبرك بالأوثان؛ مع أن الكل أوثان”.
وتابع: “وقد أصبحت الأساطير اليونانية وآلهة اليونان اليوم رموزا دينية في الغرب؛ وهناك تيار واسع من الفلاسفة اتجه إلى هذه الأساطير للبحث فيها عن القيم الإنسانية؛ في محاولة للتغلب على تراجع القيم. بعضهم يفعل ذلك لأنه يؤمن بقيم علمانية غير دينية؛ ولكن بعضهم الآخر يفعل ذلك لأن المسيحية لم تعد مصدرا للقيم وأصيبت بالتعب وأصاب الناس الملل منها؛ ولذلك تحولوا إلى رموز أخرى تشكل مصدر الإلهام”.
وزاد الكاتب المغربي: “هذا الأمر دليل واضح ملموس على ما هو معروف من اختلاط المسيحية بالوثنية في القديم؛ ودخول الأساطير الوثنية اليونانية إليها؛ مثل فكرة الثالوث وفكرة إبن الله وغيرهما؛ إذ دخلت هذه إلى المسيحية من أساطير اليونان فأصبحت عقيدة؛ ولذلك لا يجد هؤلاء اليوم مشكلة في الانتقال من المسيحية إلى وثنية اليونان؛ بل هذا الانتقال يتم بسهولة وسلاسة نظرا للتقارب بينهما؛ فهما إخوة في كل شيء”.
ثم قال: “ولكن هذا يكشف أيضا حاجة الإنسان الأوروبي إلى دين يتعلق به؛ إلى فكرة متعالية يؤمن بها لكي يكون لحياته معنى. ورغم الإيمان بالعقل إلا أن العقل لم يوفر لهم التوازن الروحي. إن العقل يساعد على فهم الأشياء؛ أما البكاء والفرح والهدوء والضحك فهي من مسائل الروح لا العقل؛ وعندما يصبح الإنسان قادرا على البكاء والفرح بعقله فقط آنذاك يمكنه التخلي عن الدين”.