د. الكنبوري: غياب التفكر والتأمل آفة العصر
هوية بريس- متابعة
قال المفكر المغربي إدريس الكنبوري إن “أخطر آفة في هذا العصر أنه نزع من الإنسان غريزة التفكر والتأمل. لم يعد الإنسان يتفكر ويتأمل بسبب إيقاع الحياة السريع والاستعجال؛ بحيث صارت اللحظة لديه هي الأهم؛ وهو ما تعكسه الإشهارات التسويقية التي تقول لك”عش اللحظة”.
وأضاف الكنبوري في تدوينة على صفحته ب”فيسبوك”: “ومع مواقع التواصل الاجتماعي وتدافع الصور المتحركة والكلمات صار الإنسان عبدا للحظة لا يفوتها إلى القابل من أيامه؛ وصار يتحرك مثل الآلة؛ وأصبح الجسد هو المتحكم في الروح؛ فهي تتبع ما يريد وتخضع لحركته المستمرة دون أن تكون لديها فرصة للتفكر في ما وراء اللحظة وما وراء هدوء الحركة”.
وتابع: “الحركة خدعة واللحظة وهم؛ ولا يعرف الإنسان الخدعة والوهم إلا في وقت العجز أو المرض؛ حيث يصبح الهدوء مفروضا بالقوة والتفكر حتمية قاهرة؛ لذلك يتغير التفكير تماما في لحظة العجز والمرض وسكون الحركة؛ فيفكر الإنسان بطريقة معاكسة لتفكيره لحظة الحركة”.
إلى أن قال: “من أجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “تفكر ساعة خير من عبادة سنة”. جعل النبي صلى الله عليه وسلم السكون فوق الحركة؛ لكي يقول لنا إن كثرة الحركة ضد التفكر؛ لأن العبادة حركات والتفكر سكون. ومن أجل ذلك مدح العلماء العزلة؛ لأن العزلة الاختيارية تفكر مثلما أن المرض عزلة اضطرارية؛ فالعزلة سكون وابتعاد عن الحركة في الخارج. وكان أول ما بدئ به الأنبياء العزلة لأنها تفكر؛ ومن عزلة غار حراء خرج هذا الدين”.
وزاد: “تلك هي مصيبة هذا العصر؛ كثرة الحركة مقابل غياب التفكر؛ لذلك خذ لنفسك وقتا تفكر فيه دون رقابة على نفسك أو مراعاة لإكراهات الواقع؛ كن كأنك مريض؛ حتى إذا مرضت يوما كنت كأنك تتحرك”.