د. الكنبوري: هناك أفكار مسمومة يروّجها مدّعو التنوير وينخرط فيها بعض شيوخ الأزهر للأسف..
هوية بريس- متابعة
قال د. إدريس الكنبوري، الباحث والمفكر المغرب، أن “هناك بعض الأفكار المسمومة التي يروجها بعض من يدعون إلى التنوير /التزوير؛ ينخرط فيها للأسف بعض المحسوبين على الأزهر في مصر. من هذه الأفكار تلك التي تقول بأن الفقه الإسلامي بشري؛ وبالتالي يجب رده لهذا السبب؛ ويحاول هؤلاء القضاء على الفقه بالقول أنه يجب التمييز بين حكم الله وحكم البشر”.
وأوضح على حسابه ب”فيسبوك”: “فكرة فيها بعض الذكاء الذي يستغبي الشباب؛ ولكنها فكرة مضحكة وفيها الكثير من الدجل؛ وفوق ذلك تتناقض مع حكم الله تمام التعارض. هؤلاء الذين يقولون إنه يجب التفريق بين حكم البشر وحكم الله يناقضون حكم الله”.
واستشهد المتحدث: “حكم الله على المسلمين الرجوع إلى أهل العلم”فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”؛ “يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم؛ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول”؛ “فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقوا في الدين”.
وأوضح: “أهل الذكر. ردوه. طائفة. كلمات تدل على ضرورة وجود أهل الفقه الذين يبينون للناس أحكام الدين. القرآن لا يتكلم وإنما يتكلم به العلماء. والغريب أن الذين يدعون إلى التفريق بين حكم الله وحكم البشر يدلون بأحكام في الدين أيضا؛ إنهم يقترحون أمورا يخالفون فيها الفقهاء؛ أي أنهم ينتجون أحكاما؛ ولكن لكي يدافعوا عن تلك الأحكام يلجأون إلى هذه الفكرة التي تكشف تخبطهم”.
وقال: “الإسلام لم يضع قيودا على الفكر والعقل؛ ولكنه جعل لذلك مبادئ وقوانين؛ ووضع الاجتهاد لكي يكون مجال النظر واسعا فسيحا؛ ولذلك لا يوجد في الفقه اتجاه واحد متحجر بل إن الفقهاء اختلفوا اختلافا كبيرا بينهم في العديد من القضايا؛ ووصل الخلاف بينهم أمدا بعيدا؛ لكن لم يقل أحد منهم إنه يجب التفريق بين حكم الله وحكم البشر؛ لأنهم كانوا عقلاء يعرفون أن الله أنزل دينه مجملا لكي يستنبط العلماء أحكامه من ذلك الإجمال”.
وختم تدوينته بالقول: “إن فكرة التمييز بين حكم الله وحكم الفقهاء فكرة خطيرة لها تبعات أخطر؛ غايتها فك الارتباط بين المسلمين والفقهاء؛ وبعد ذلك فتح الباب للفوضى وإعطاء المجانين حق التشريع باسم الدين. إنها فكرة أخطر من الإلحاد؛ لأن الإلحاد يبعد الدين نهائيا وينكره؛ أما هذه الفكرة فتعترف بالدين ثم تعبث به”.