د. الكنبوري يكتب: هناك حرب خفية يشنها الغرب ضد العالم الإسلامي..
هوية بريس- متابعة
هناك حرب خفية يشنها الغرب ضد العالم الإسلامي لا تسلط عليها الأضواء. هذه الحرب هي اغتيال العلماء في العلوم الحقة؛ حيث تم قتل مئات العلماء المصريين والعراقيين والسوريين والايرانيين طيلة النصف الثاني من القرن العشرين وحتى اليوم؛ وحطم العراق الرقم القياسي في عدد العلماء؛ حيث قتل في عام واحد هو 2015 ما عدده 53 عالما وسجل اختفاء 26 آخرين في ظروف غامضة.
مقابل هذا؛ لم يقتل عالم أوروبي واحد؛ ما عدا بعض علماء الاتحاد السوفياتي في إطار الصراع بين روسيا والغرب.
هؤلاء العلماء المسلمون الذين تعرضوا للاغتيال هم علماء ينتمون إلى بلدان معادية للغرب وكانت لديها سياسات تصنيعية؛ لذلك تمت تصفيتهم من طرف الحكومات الغربية. أما بالنسبة للدول العربية التي ليست لديها مشاكل مع الغرب وتدور في فلكه فإنها تقوم بالمهمة بنفسها نيابة عن الحكومات الغربية؛ إنها تحارب التعليم الحقيقي وتقوم في كل مرة بتغيير المناهج والمقررات والأهداف حتى يفقد المواطن البوصلة وتختلط الأوراق بين الأجيال ويعيش الشباب بلا أهداف وبلا منهج؛ لذلك لا يحتاج الغرب إلى اغتيال علمائها لأن هذه الدول تمنعهم من الظهور أصلا.
هذا الواقع المحزن هو أيضا رسالة إلى أولئك البسطاء الذين يفكرون على طريقة السلاحف البرية؛ الذين يقولون إن المسلمين غير قادرين على تحقيق التقدم العلمي والتصنيع والاختراع.
الحقيقة هي أن المسلمين في الماضي هم الذين علموا أوروبا كيف تفكر علميا؛ لكنهم اليوم يموتون بسبب التقدم العلمي في أوروبا؛ الذي لا يريد أن ينافسه أحد؛ خصوصا المسلم؛ ولذلك نلاحظ أن الكثير من العلماء المسلمين يعملون في الغرب ويرحب بهم هنالك؛ طالما انهم في خدمته؛ لكن ما إن يفكروا في الرجوع إلى بلدهم لخدمته حتى تتم تصفيتهم.