د. الناجي لمين يكتب كلمة عن التعصيب في الإرث للمخدوعين
هوية بريس – عبد الله المصمودي
كتب د. الناجي لمين كلمة عن التعصيب في الإرث، قال إنه وجهها “للمخدوعين فقط”.
وقال الأستاذ في دار الحديث الحسنية د. الناجي لمين “هذه الكلمة موجهة للمخدوعين المخلصين دون من له ملف العلمنة الكاملة للمجتمع يدافع عنه. فأقول: إن من أهم ما استند إليه “المنكرون” للتعصيب هو أنه غير موجود في القرآن. وهذا يتضمن إنكار الاحتجاج بالسنة وبالإجماع القطعي. ومن أنكر ذلك فعليه أن ينكر كثيرا من أمور الصلاة والزكاة والحج، فالمسلمون عن بكرة أبيهم يعبدون الله في هذه الأركان بالسنة وبالإجماع القطعي. ولذلك نرى أحد الغربيين المشهورين ادعى الإسلام، لكنه زعم أن الصلاة المذكورة في القرآن صلاة الصبح وصلاة الليل.
ثم إن القول بأن التعصيب ليس في القرآن جهل واضح بالقرآن، فالتعصيب ذكره القرآن تصريحا وتلويحا. فالتصريح في قوله تعالى: (إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ماترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد)، فالأخ إذن يرث الأخت تعصيبا، فإن ماتت امرأة وتركت زوجا مثلا فالزوج يرث النصف، والباقي يأخده الأخ تعصيبا، وإن لم تترك زوجا كان للأخ جميع المال. فهذا تصريح من القرآن بالتعصيب.
أما التلويح فيفهم من تحديد القرآن لأنصبة معينة لأشخاص معينين، مثل قوله تعالى في البنت: (وإن كانت واحدة فلها النصف) والنصف الآخر لمن؟
القرآن سكت عن النصف الآخر، لكن بينت السنة أنه لأقرب رجل ذكر، وقد أجمع العلماء والمسلمون عن بكرة أبيهم على هذه السنة فهما وتثبيتا.
باقي الأدلة التي استند إليها المنكرون للتعصيب هي التعليل بواقعنا الذي أصبح لا يعتمد على النظام القبلي، وهذا يترتب عنه القول “بتاريخانية” الأحكام الشرعية، ولا يقول بذلك مسلم فضلا عن العلماء، ثم إن هذا التعليل ينتقض بالأخت الشقيقة أو للأب فإنها قد تكون عاصبة مع وجود البنات، بل إن الأخت الشقيقة العاصبة تحجب الأخ للأب. هنا الأخت عاصبة وهي ليست ذكرا فانتقض تعليلهم.
على أن التعليل “بالنظام القبلي” جهل بالتاريخ، فالمسلمون منذ أواسط القرن الأول أصبح التمدن وتنظيم الدولة فيهم واقعا أحسن من واقع المسلمين اليوم.
والله أعلم”.