د.الودغيري: المسكوت عنه في قضية رَيّان
هوية بريس – د.عبد العلي الودغيري
اهتمت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بكل شيء في قصة الطفل رحمه الله، وأعطت للحدث بعدا عالَميا لم يسبق أن ظفرت به أحداث أخرى من هذا القبيل أو مما هو أعظم خطرًا منه، لكنها مع ذلك لم تطرح الأسئلة الكبيرة الأساسية التي كان ينبغي أن تُطرح على كافة المسؤولين طيلة الأيام الخمسة من معاناة الطفل وما بُذل خلالها من جهود محمودة في محاولة إنقاذه، وهي: من كان المسؤول عن وجود بئر عميقة وتركها مفتوحة بلا غطاء ولا واقٍ حتى أدّت إلى سقوط هذا الطفل البريء في جوفها وأنهَت حياتَه بتلك الفاجعة التي لم ينتظرها أحد؟ وهل استخلص المسؤولون على اختلاف درجاتهم في كل ناحية من نواحي المغرب، الدرس الذي ينبغي استخلاصُه من هذه المأساة التي أقضَّت مضاجع كل الآباء والأمهات إشفاقًا على أبنائهم من الوقوع يومًا في مثل هذه الحفر والآبار المفتوحة ـ وما أكثرها في مدننا وبوادينا ـ التي طالما اشتكى المواطنون، منها؟ وما هي التدابير المزمع اتخاذُها بكل حزم وعزم حتى لا تتكرّر مثل هذه المأساة في حياة المواطنين، فلا تجد من يسلّط الأضواء الكاشفة عليها كما سُلِّطت على حادثة الشهيد ريّان؟
السكوت عن طرح هذه الأسئلة والانشغال بها، بهذه المناسبة الأليمة، على كل المستويات: على مستوى الجماعات البلدية والقروية، والوزارات المعنية، ومجلسي البرلمان، وعلى مستوى الأفراد والأُسر أيضا، معناه أننا لم نستخلص المفيد من هذه الحادثة التي تتبع العالَم أخبارَها عن كثَب.