د.الودغيري يحذر من تزييف التاريخ وتحريفه من خلال تحريف أسماء الأماكن باعتماد عاميّها
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور عبد العلي الودغيري في جدار حسابه على فيسبوك، أن “أحد الأحياء المشهورة بأطراف الدار البيضاء يحمل اسم (لِيساسْفة)، وهو مشهور اليوم بسبب ما اكتشف فيه من حفريات عن الإنسان القديم لما قبل التاريخ”، مضيفا، أن “ما يثير الانتباه في هذا الاسم هو أنه جاء مكتوبا بهذه الطريقة العامّية المشوَّهة في أهم كتاب عن تاريخ المغرب نشره المعهد الملكي لكتابة تاريخ المغرب”.
وكان على واضعي هذا الكتاب، حسب عالم اللسانيات المغربي “أن يصحّحوا كتابته بالطريقة السليمة وهي (اليساسفة)”، مردفا “واليَساسِفة (بفتح الياء وكسر السين الثانية) هم اليوسِفيون أو آل يوسف. وهذه الصيغة في جمع التكسير كثيرة الورود والشيوع في العربية ودوارجها ومنها دارجة المغرب. يقال: اليعاقِبة أو اليعقوبيون في آل يعقوب، والجعافِرة أو الجَعفريون في آل جعفر، والبرامكة أو البَرمكيون في آل بَرْمَك. والغساسِنة أو الغسانيون في آل غسّان. والسراغِنة أو السرغينيون في آل سرغين (ومنهم سيدي بوسرغين)، والبراكِنة أو البركانيون، والمكانسة أو المكناسيون، والقائمة طويلة. ولا أدل على ما نقول أن سكان حي (اليساسفة) المذكور حين ينسب الواحد منهم نفسه إليه يقول بفطرته اللغوية السليمة: أنا يوسفي، وهكذا يكتب اسمه في أوراقه الرسمية”.
وأضاف د.الودغيري صاحب الكتب المتعددة “ترسيم الصيغ المحرَّفة الجارية على ألسنة العامة، وترك صيغها الصحيحة السليمة، في كتب علمية ورسمية، يؤدي مع الوقت إلى تزييف التاريخ وتحريفه ومنح الخيال فرصة لوضع افتراضات بعيدة عن الواقع والأصل في التسمية”. ف
وتابع “قد سمعت مثلاً في حوار أجري مع شخص يدعي العلم والمعرفة حول اسم هذا الحي البيضاوي، قال فيه: إن هناك من أساتذة الجامعة من يقول إن أصل (ليسافسة) من آسيف بمعنى مصب النهر في الأمازيغية، وإذن فالكلمة أمازيغية. هكذا ينشأ التحريف والتخريف والتزييف، وهكذا يشيع وينتشر حتى يتحول إلى أسطورة والأسطورة إلى تاريخ قائم على الخرافة والخيال والعبث والكذب”.