د. الودغيري يعلق على مذكرة توصي بتدريس مادة الرياضيات باللغة الفرنسية في الابتدائي (وثيقة)
هوية بريس – عبد الله المصمودي
وجه مدير المديرية الإقليمية للقنيطرة التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، مذكرة تأمر رئيسات ورؤساء المؤسسات الابتدائية العمومية بالإقليم بتدريس مادة الرياضيات باللغة الفرنسية.
فتحت موضوع “في شأن تدريس مادة الرياضيات باللغة الفرنسية بالسلك الابتدائي”، جاء في المذكرة “في إطار تنفيذ التدابير الخاصة بتطوير النموذج البيداغوجي بسلك التعليم الابتدائي، يشرفني أن أطلب منكم العمل على أن يتم تدريس مادة الرياضيات باللغة الفرنسية ابتداء من الموسم الدراسي الحالي 2018-2019”.
الدكتور عبد العلي الودغيري، عالم اللسانيات، والخبير في المعجم العربي، كتب تعليقا على المذكرة في حسابه على فيسبوك: “هذا بيت القصيد.
أخطر ما جاء به مشروع رؤيتهم (الاستراتيجية) هو التراجع عن تلقين المواد العلمية بالعربية بعد أن تخرّج 28 فوجاً من حاملي البكالوريا المعرّبة (من سنة 1990 إلى 2018).
على أن المشروع الأصلي كان ينص على التدرّج في هذا التراجع وتعويض العربية بالفرنسية، على مراحل: التعليم الثانوي في البداية، ثم الإعدادي في مرحلة ثانية، والابتدائي في آخر المراحل.
لكن يبدو -إن صح نص المنشور-، أنهم استعجلوا الأمر وقرروا طيّ كل المراحل التي تقتصي عدة سنوات في خطوة واحدة سريعةٍ خاطفة، كريحٍ صَرْصَرٍ عاتية.
لو كان المطلب هو تعريب العلوم لقسَّموا المرحلة الواحدة الى عشرات الاجزاء ولمطَّطوا ومدّدوا وسوّفوا وتحايلوا وتعلَّلوا وتلكّأوا عشرات السنين. ولكن الأمر هنا يخص الفرنسية، فلا عجَبَ إن سُخّر لها كلُّ عفاريت سليمان وجنوده من الإنس والجن من قبل أن يرتد لسليمان طرفُه، بل قبل أن يُعرض المشروع على البرلمان بمجلسيه، ويناقشه ويصادق عليه، وينشر في الجريدة الرسمية، ويتحولّ إلى قانون يُعمَل به.
سبقوا الأحداث ونفَّذوا (قانونا) مفترَضًا لم يصدر نصُّه بعدُ.
فسبحان من سخَّر لخدمة الفرنسية كل هذه القدرات والطاقات، بسرعة فائقة غير متوقَّعة، وقوة قاهِرة لا رادِعَ لها”.
يذكر أن كلمات عامية تم إدراجها في مقرر دراسي للمستوى الابتدائي الثاني (مرشدي في اللغة العربية)، أثارت جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبت عدة جهات وشخصيات بحذف المقررات التي صارت توصف بـ”مقررات البغرير وغريبة”، ولم ينفع إصدار وزارة التربية الوطنية بلاغين توضيحيين، مبررة إدراج تلك الكلمات بـ”الضرورة البيداعوجية”.