د.الودغيري يكتب: للحرب سببٌ وللسِّلم مليون سبب
هوية بريس – د.عبد العلي الودغيري
قد يكون لك هَوَسٌ بإحكام قبضتك على مِعصَم السلطة إلى الأبد، فيؤديك هذا الشبَق المحموم، إلى الاعتقاد بأن افتعال الأزمات الخارجية، هو ما يحميك ويحفظ لك الكرسي، ويضمن لك البقاء السّرمدي.
قد يكون لك مشكل مع خاصة نفسك وأهلك، فتريد مداراتَه باختلاق ما يشغل الناس ويَصرفهم عنك.
قد يتضخَّم عندك جنونُ العظمة، فتريد تصريف هذا الجنون بافتعال معركة وهمية لا دواعي لها أخلاقية أو موضوعية، ولا أسباب حقيقية. تحارب فيها وحدك، وتجرّب بطولتك مع طواحين الهواء والخَواء.
قد تكون سياسيا فاشلاً، فيدفعك طيشُك، إلى إشباع غرورك بافتعال الحروب التي تظن أنها ستجعل منك بطلاً قوميا أو زعيما خالدا تُنصَب له التماثيل في الشوارع الفسيحة.
قد تكون عسكريا تحلم بالنياشين والأوسمة، وتراها أغلى وأهمَّ عندك من كل الأرواح البريئة والنفوس المطمئنّة، والأوطان الآمنة المستقرة.
قد يكون لك سبُبك الخاص الذي لا تريد الإفصاح عنه لأحد، وحقدٌ دفين في طَيّات نفسك تريد تصريفَه بإشعال الحروب والفتَن.
لكن تأمَّل، قبل أن يخدعك الوهم، هذه الحكمة الخالدة التي تقول: قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفُن.
إذا كان لديك سبب واحد للحرب، فهناك مليون سبب للسلم والأمن. وإذا كان لديك باعثٌ واحد على العَداء، فهناك مليون باعث ودافع للمحبة والأخوة والتعاون والوئام والسلام.