د.بنكيران: تحريف “مفهوم العالم في الدين” هي الفتنة الكبرى

هوية بريس – متابعة
ذكر الدكتور رشيد بنكيران أن “تحريف مفهوم العالم في الدين هي الفتنة الكبرى“، ثم أورد ما قاله “الصحابي الجليل أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “كيف أنتم إذا لبِستكُمْ فتنةٌ؛ يهرَمُ فيها الكبيرُ، ويَربو فيها الصَّغيرُ، ويتَّخذُها النّاسُ سُنَّةً، فإذا غُيِّرَتْ قالوا: غُيِّرتِ السُّنَّةُ!
قيلَ: متى ذلك يا أبا عبدَ الرَّحمنِ؟!
قال: إذا كثُرتْ قرّاؤُكم، وقلَّتْ فقهاؤُكم، وكثُرتْ أُمراؤُكم، وقلَّتْ أُمناؤُكم، والتُمِستِ الدُّنيا بعملِ الآخرةِ، وتفُقِّهَ لغيرِ الدِّينِ”.
أخرجه الحاكم والمنذري وغيرهما وصححه الألباني”.
ثم أوضح بنكيران في منشور له في فيسبوك “هذا الأثر الجليل يرسم بعمق نافذ ملامح الفتنة حين لا تأتي في صورة صدام صريح مع الدين، بل في صورة انقلاب خفي للموازين، تتبدل فيه المعايير دون أن يشعر الناس بذلك”.
وأكد أن “أخطر ما في هذه الفتنة أنها تُلبَس لبوس السنة، فيستنكر التغيير الحق، ويدافع عن الانحراف بوصفه استقرارا على المألوف وما جرى به العمل”.
ومن أشد وجوه هذا الانقلاب، حسب بنكيران “أو القلب خطورة تحويل مفهوم العالم ووظيفته الشرعية؛ فيكثر القراء ويقل الفقهاء، أي يعلو الصوت لمن يملك الإعلام ويشتري الأبواق ويغيب الفهم، وتتحول المعرفة من أداة هداية وإصلاح إلى وسيلة وجاهة أو توظيف نفعي سياسوي”، مردفا “حينها لا يعود العلم ميزانا يصلح الواقع، بل يعاد تشكيله ليبرر الواقع، ويطلب التفقه لا للدين بل للدنيا، فتفقد الأمة بوصلة التمييز بين العالم الرباني والعالم الشيطاني، وبين السنة الحقة والبدعة المحدثة”.
وتابع بنكيرن في منشوره “وفي هذا التحذير البالغ، يقرر ابن مسعود رضي الله عنه أن الفتنة الكبرى ليست في الجهل المحض، بل في العلم حين ينزع منه الصدق والفقه وتحري الصواب والاستقلال، فينقلب من أمانة إلى أداة، ومن نور إلى تضليل؛ والله المستعان”.
تجدر الإشارة إلى أن الخطبة الموحدة لبعد غد الجمعة خصصت ضمن “خطة تسديد التبليغ“، لموضوع “الحرص على أخذ العلم من أهله“.



