د.بنكيران: “مدونة الأسرة” وخطورة الشرع المبدل
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
يطلق لفظ “الشرع” في عرف الناس على ثلاثة معان:
◆ الشرع المنزل: وهو ما جاء في القرآن والسنة من الأحكام المتفق عليها، التي لا خلاف في أصولها ومعظم فروعها بين الأمة، كأحكام الإرث مثلا التي جاء تفصيلها في القرآن، وحكم تعديد الزوجات الذي قرره القرآن والسنة، وحكم الصداق والنفقة على الزوج، وحكم قوامة الزوج على المرأة، وحكم الزنا..
فهذا النوع من الشرع؛ أي الشرع المنزل، يجب على كل مسلم اتباعه لما يجلب له من خير الدنيا والآخرة، ومن خالفه وجبت عقوبته بالوسائل الشرعية المقررة.
◆ الشرع المؤول: وهو آراء العلماء المجتهدين المتمثلة في مذاهبهم الفقهية حول المسائل الظنية، التي يسوغ فيها الاختلاف، وتدخل في دائرة الخلاف المعتبر.
وهذا النوع من الشرع يجوز اتباعه ولا يجب ولا يحرم، وليس لأحد أن يلزم عموم الناس به، ولا يمنع عموم الناس منه، وقد تلقته الأمة الإسلامية منذ الصدر الأول بالاستحسان والرضا والقبول، وهو صورة من صور رحمة الله للأمة المحمدية المباركة.
◆ الشرع المبدل: وهو ما يضاد الشرع المنزل، كالكذب على الله ورسوله، وتحريف أحكامه المقررة التي جاءت في القرآن والسنة، كالحكم بالمساواة في الإرث مطلقا، أو إباحة الزنا، أو إلغاء حكم القصاص، وغيرها من الأحكام التي تدخل في دائرة الحكم بغير ما أنزل الله، فلا يحل لأحد أيا كان اتباع الشرع المبدل أو الدعوة إليه لما فيه من الكفر في الدين أو الظلم للناس أو الفساد في المجتمع، لقول الله عز وجل:
▪︎ (وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ).
▪︎ (وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ).
▪︎ (وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ).
◆ فكل من التزم الشرع المبدل فهو بين كافر أو ظالم أو فاسق. ومعظم السجال الذي يدور اليوم حول “مدونة الأسرة” فهو بين الشرع المنزل والشرع المبدل.