د.بنكيران: نقول “الله” ولا نقول “اللي” (في الدعاء)
هوية بريس – د.رشيد بن كيران
توصلت بشريط صوتي يتحدث فيه صاحبه عن مسألة يكثر وقوعها في الناس، وخصوصا حينما يتكلمون باللهجة العامية أو بالدارجة المغربية، فيقولون عند الدعاء في مكان اسم الجلالة الله: *اللي* مثلا:
اللي يكرمك أو اللي يحفظك… اللي يرزقك الصحة…
وهذا خطأ فادح قبيح يجب تصحيح النطق باسم الجلالة *الله* عند الدعاء، فنقول مثلا: الله يحفظك، الله يرزقك الجنة…
*بالنطق بحرف الهاء كاملة من كلمة “الله” ولا نقلبها ياء: اللي*.
فهذه النصيحة في محلها، وجزى الله خيرا هذا المتكلم بها وجعلها في ميزان حسناته.
وبدوري، كم من مرة نبهت الناس العوام على هذا الخطأ. غير أن المتكلم في هذا الشريط بالغ في أمرين، هما:
1- دعوى أن العلماء يقعون في هذا الخطأ أيضا، وهذا ليس صحيحا بدليل الواقع والمشاهدة، والنادر إن وجد فلا حكم له.
2- تسمية من نطق بـ”اللي” في الدعاء كقوله (اللي ينجينا) شركا بالله وكفرا به وإلحادا في أسمائه، وهذا خطأ كبير في تصور المسألة وحكمها، فالذي يقول *اللي* هو يريد الله جل جلاله ولا يريد إلاها آخر وربا سواه حتى نقول إنه أشرك مع الله، وإنما أخطأ في النطق باسم من أسمائه الحسنى، فلا يستقيم أن نحكم على من أخطأ في نطق اسم الجلالة “الله” وهو يؤمن به ويتوجه إليه بالدعاء حقيقة أنه أشرك بالله أو كفر به، فقوله هذا قصور في العلم وخطأ ما بعده خطأ.
*لكن على كل حال، يجب على المسلم أن يصحح النطق بكلمة اسم الجلالة الله، ولا ينطقه بـ”اللي” ولا يتساهل في ذلك وتغلبه العادة التي عمت بها البلوى لدى عوام الناس، فهذا منه قبيح جدا، وخصوصا بعد هذا التنبيه ومعرفته بهذا الخطأ*
وبناء عليه: أحثكم جميعا على الانتباه عند النطق باسم الجلالة “الله” أثناء الحديث باللهجة العامية، ورحم الله مسلما تعلم و نصح وانتصح ، فلا خير في قوم لا ينصحون ولا يتناصحون.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فائدة: من الكتب المهمة التي تعالج ظاهرة الاخطاء اللفظية، والتي يحسن قراءتها والاستفادة منها، كتاب: #معجم_المناهي_اللفظية للعالم المربي الدكتور بكر بن عبد الله أبوزيد رحمه الله.