د.بنكيران: وزارة الأوقاف وخطبة الجمعة والحياة الطيبة ومهرجان موازين

27 يونيو 2024 18:41

هوية بريس – د.رشيد بن كيران

أقدمت وزارة الأوقاف على تنزيل برنامج يتعلق بترشيد خطبة الجمعة تحت شعار “تسديد خطة التبليغ“، واختارت لذلك مساجد معينة وخطب نموذجية أولا لأجل التجربة والتقويم، ولعل غد الجمعة إن شاء الله تعالى ستكون الانطلاقة لهذا البرنامج.

هذا، والغاية المعلن عليها من هذا الترشيد والتسديد هو انخراط الخطاب الديني التابع لمؤسسات الأوقاف في توفير بعض الأسباب التي تجعل المسلم المغربي يعيش الحياة الطيبة في الدنيا قبل الآخرة التي وعده بها القرآن الكريم، انطلاقا من وقوله تعالى: ﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِن فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰة طَیِّبَة وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ .

لن أدخل في مضمون الآية الكريمة ومقتضيات جملة الشرط وجوابه، لكن يصعب علي أن أجمع بين الغاية النبيلة التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف وبين مواقفها المتكررة والمتناقضة مع تلك الغاية، فمثلا – وليس للحصر – يعد مهرجان موازين سببا من الأسباب التي تقوض الحياة الطيبة باعتباره أنه يشجع على مفاهيم فكرية منحرفة، وعلى فساد أخلاقي يتمثل في كلام فاحش وحركات جنسية مخلة بالحياء يقوم بها بعض المغنيين الضيوف، ويشجع كذلك على صناعة أجواء تساعد على استعمال المخدرات، وأيضا يشجع على الاختلاط بين الجنسين، فضلا عن مخالفة المهرجان من أوله إلى آخره لمقررات المذهب المالكي التي تزعم وزارة الأوقاف أنها الحارس الأوحد له!!؟

ورغم هذه المعيشة الضناكة التي يقدمها مهرجان موازين للشعب المغربي المسلم، والبعيدة كل البعد عن الحياة الطيبة التي وعد بها القرآن، فإن الأوقاف لم تتأخر في دعمه، وذلك من خلال خطوتين اثنتين؛

الأول منهما: منع التحذير من مهرجان موازين في خطب الجمعة منعا مبطنا بأساليب يتقنها المجالس العلمية المحلية.

والثاني: معاقبة كل خطيب وصل إلى سمعها أنه تحدث عن المهرجان وبين حكم الشرع فيه؛ تمويلا وإعلاميا ومشاركة وحضورا…

وقد ضربت المثال بمهرجان موازين لأننا نعيش هذه الأيام موسمه المشؤوم، وإلا فهناك أمثلة أخرى تدل على تناقض وزارة الأوقاف بين الغاية التي جاءت تبشر بها اليوم وبين سلوكها ومواقفها المتكررة من الخطاب الديني الحقيقي والصحيح الذي يمكن حقيقة أن يسهم في إيجاد الحياة الطيبة التي وعد الله بها في القرآن.

وفي الختام أقول: لا يمكن لأي خطاب ديني أسير وفاقد لروحه أن ينتج عملا صالحا، والعمل الصالح شرط لتحقيق الحياة الطيبة الموعود بها، وروح الخطاب الديني أو الموعظة -باختصار غير مخل- هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهما الأساس لكل حياة طيبة، وأنى لوزارة التوقيف أن تنجح في بناء وهي تهدم أساسه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M