د.بنكيران يعلق على إلغاء الإعلان عن تنظيم مهرجان تذوق الخمور بالمغرب
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
يستنكر علينا بعضُ الأفاضل حينما نظهر الفرح والاشادة بنتيجة إيجابية في صالح الحق وهو يدافع الباطل، ويقولون كيف تفرحون بإلغاء مهرجان البيرة (الخمر)، والمغرب ينتج الخمر ويصدره، فيصفون ما نظهر من فرح وإشادة بعد مدافعة أهل الصلاح لهذا الباطل تناقضا أو غفلة أو سطحية في التفكير، أو أننا نعيش بطولات وهمية…
وإسهاما في تنوير هؤلاء الأفاضل ونشر الوعي النافع أقول:
إننا نعلم أن المغرب يزرع وينتج الخمر وييبعه داخل المغرب وخارجه، ونحن وغيرنا من المصلحين نعرف هذا الوضع المخالف لشريعة الرحمن، ونرفضه بتاتا ونستنكره بشدة في مناسبات كثيرة…
لكن وجود هذا الوضع لا يعفينا من مناهضة صور أخرى جديدة مخالفة لشريعة الإسلام لتسويق الخمر وإشاعة خبثه،
فاستنكار مهرجان البيرة والعمل على إلغائه هو في حد ذاته عمل صالح يحبه الله، ورفع أصواتنا منددين به هو من الإيمان وطلب للمعروف، والسكوت عنه عمل طالح يبغضه الله، كما أنه تعميق للتطبيع مع المنكر،
فكيف تطالبوننا أيها الفضلاء إما بتغيير المشكل من أصله، فإن لم نستطع أو لم تظهر بعدُ نتائج إيجابية أن نحجم عن مدافعة الباطل في صور أخرى جديدة وان كانت فرعية، أليس التقليل من الفساد ما أمكن من الدين.
والأمر نفسه، حينما أشدنا ببعض المواقف الإيجابية في الخطاب الملكي، فقد كانت الاشادة وفق هذا النظر، لا أننا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض كما وصفنا بعض المتسرعين أو قصيرو النظر، وانطلقوا يسمون لنا بعض الموبقات الموجودة في المجتمع، ورأوا في إشادتنا للخطاب الملكي تناقضا فينا أو سذاجة منا أو مداهنة، وطالبونا بالحديث عن تلك الموبقات أيضا في محل الإشادة ووقتها، وإلا فالمطلوب هو السكوت.
وأي عاقل يعلم أن السكوت في هذا الموطن لا ينتج إلا العقم، ومن استحضر الواقع بالفاعلين فيه يجزم أن السكوت يؤول إلى ترك الميدان للمفسدين، فالواقع لا يقبل الفراغ.