د.بنكيران يعلق على مقتل الشاب المسلم في مسجد بفرنسا
هوية بريس – متابعة
تحت عنوان “مقتل شاب مسلم في مسجد بفرنسا: نحو نقد جذري لسياسات الكيل بمكيالين في مواجهة العنصرية“، كتب الدكتور رشيد بنكيران “لا يمكن قراءة حادثة مقتل شاب مسلم داخل مسجد بفرنسا بمنأى عن السياق الثقافي والسياسي العريض الذي تشهده الجمهورية الفرنسية منذ سنوات، حيث تتصاعد موجات الإسلاموفوبيا بشكل مقلق، في ظل تراخ رسمي وإعلامي عن الاعتراف بخطورة هذا المسار”.
وأضاف أستاذ الفقه وأصوله في منشور له على فيسبوك “إن هذه الجريمة البشعة تعيد طرح أسئلة جوهرية حول طبيعة التزام فرنسا بمبادئها الجمهورية الثلاثة: الحرية، المساواة، والأخوة، حين يتعلق الأمر بـ”فرنسيين مسلمين“”.
وتابع بنكيران “في قراءة أولية، نجد أن التعامل الرسمي والإعلامي مع قضايا العنف ضد المسلمين يتسم بازدواجية قبيحة: ففي حين تستنفر أجهزة الدولة والإعلام بقوة عندما تكون ضحية الكراهية من غير المسلمين، يسود صمت ثقيل أو تبرير ضمني عندما يكون المسلمون هم المستهدفون”.
كما أوضح، أن “هذا التفاوت في التعاطي يبعث برسائل خطيرة تتناقض مع مبدأ المساواة أمام القانون، وتؤسس لمواطنة من درجة ثانية؛ حيث تصبح قيمة حياة المواطن رهينة بانتمائه الديني أو العرقي”، مردفا “من منظور علمي وتاريخي، ينظر إلى تصاعد الإسلاموفوبيا في الغرب، ومنها الحالة الفرنسية، بوصفه نتاجا لعوامل متعددة: منها الإرث الاستعماري الذي لم يتم تفكيكه بالقدر الكافي والنظرة الدونية للشعوب المسلمة، ومنها اختزال الإسلام في أشكال نمطية مشوهة، فضلا عن النزعة نحو ربط كل مظاهر التدين الإسلامي بالتهديد الأمني”.
وأكد بنكيران، أن “حادثة قتل شاب مسلم في بيت من بيوت الله يجب أن تقرأ، لا كحادث معزول، بل كمؤشر على تراكمات ثقافية وسياسية سمحت بانتشار نزعات الكراهية إلى هذا الحد”، وتابع “ومن الضروري أن تتخذ فرنسا إجراءات ملموسة لمكافحة خطاب الكراهية في الفضاءات الإعلامية والسياسية ضد المسلمين، وأن تترك منهج معاداة الإسلام التي ظهرت معالمها في التضيق على المرأة المسلمة في لباسها في بعض الأماكن العامة، وإغلاق بعض المساجد بدعاوى باهتة”.
وفي آخر منشوره دعا بنكيران “الجالية المسلمة في فرنسا أن تتحد وتشكل جبهة قوية في الدفاع عن حقوقها ورفض التمييز العنصري”.
