د.بنكيران يكتب: العلماء بين الطعن والرد
هوية بريس – د.رشيد بن كيران
♦ يكمن الفرق بين الطعن في العالم والرد عليه في القصد والمنهج والأسلوب:
◆ الطعن في العالم:
• يتجسد في الهجوم الشخصي على العالم، أو الحكم على نيته، أو التشكيك فيها، أو الانتقاص من مكانته العلمية بطريقة غير علمية أو غير لائقة. ويصدر من العوام أو أنصاف المتعلمين، ويكون غالبا مبنيا على الحقد أو الهوى أو الاختلاف غير العلمي المغلف بالدين، ولا يعتمد على دليل علمي أو نقد موضوعي.
• من آثار الطعن في العالم أنه يؤدي إلى الفتنة والتفرقة بين الناس، ويغذي التعصب أو الفكر المذهبي المقيت. ويعد سلوكا مرفوضا ومحرما في الإسلام.
◆ الرد على العالم:
• هو نقد علمي موضوعي لآراء العالم وأفكاره بناء على أدلة شرعية أو علمية. يكون بأسلوب محترم، مع الحفاظ على الأدب في الحوار، ولا يسعى إلى تحطيم مكانة العالم في المجتمع أو الانتقاص منه.
ويكون غرض الراد هو تصحيح خطأ أو توضيح مسألة علمية أو شرعية. ولهذا يتجنب الحديث عن نية العالم المردود عليه. والإسلام يرحب بالرد ويشجع عليه، ويعده من النصيحة في الدين.
• لا يُشترط في الرد على العالم أن يكون الراد من طبقة المردود عليه في العلم، ولا أن يكون أعلم منه، بل قد يكون من أقرانه في العلم أو دونه، ولا يزال المفضول يرد على الفاضل.
♦ الرد على العلماء يمكن أن يكون جزءا من النقاش العلمي الهادف ووسيلة شرعية وعلمية للوصول إلى الحقيقة أو الصواب، بينما الطعن في العلماء هو تصرف سلبي يتسبب في الفوضى وعدم الفهم، والتشكيك فيمن جعلهم الشرع ورثة الأنبياء، لكن آراءهم وأفعالهم غير معصومة.