بتفكير سطحي، وسذاجة سخيفة، تحدث حكيم الببغاء، وقال: العلمانية هي الحل؛
عجبا لهذه الوصفة السحرية التي سوف تحل جميع مشاكلنا نحن المغاربة؛
ولكن، دعونا ننظر في حقيقة هذه الدعوة، فالببغاء مهما كان حكيما وفيلسوفا فقد سَبق إلى قوله من سَبق، فهو لا يحسن إلا التكرار والاجترار من قمامة الأفكار؛
فحسب حكيم الببغاء حينما نعلن العلمانية ونلتزمها ستنتهي المعضلات التي يعيشها المغاربة؛
مشاكل المغاربة متنوعة وكثيرة وأنتم تعلمونها، وسببها هو الإسلام حسب ما زعَم حكيم الببغاء، وأن الحل لهذه المشاكل جمعاء يتلخص في اعتناق العلمانية؛
مشاكل المغاربة تتنوع ما بين:
1ـ الفقر: نسبة كبيرة من المغاربة على عتبة الفقر، وبداية مؤشر الغنى يبدأ مع من يملك فوق 20 درهم يوميا حسب المندوبية السامية للتخطيط (الله المستعان؟؟)، ورغم أن المغاربة يملكونها فهم فقراء مساكين، لا يستطيعون تلبية حاجاتهم اليومية، ولكن المشكل هو الإسلام، والحل هو في تحكيم العلمانية.
2 ـ الجهل: رغم أنه يوجد مدارس ومؤسسات في المغرب والتعليم فيها مؤدلج (إيدولوجيا) بالفكر الغربي إلى النخاع إلا أن المغرب في مؤخرة دول العالم من حيث الرتبة، ورغم شراء حلول جاهزة من سوق العولمة الغربية بقي متأخرا، ومن تسبب في ذلك هو الإسلام، والحل موجود في العلمانية.
3 ـ الاستهلاك: المغرب بلد مستهلك ويستورد معظم ما يحتاج إليه، والمشكل في ذلك هو الإسلام، والحل حسب حكيم الببغاء يكمن في العلمانية.
4 ـ الأطفال اللقطاء: يقال إن نسبة أطفال الزنا والمتخلى عنهم يقارب خمسين الألف سنويا ـ والعهدة على من قال ؟؟ ـ والمشكل في هذه الأرقام المخيفة هو الإسلام الذي يحرم الزنا، والحل بيد العلمانية التي تبيح العلاقات غير الشرعية وتقدسها.
5 ـ العنوسة والعزوف عن الزواج: هي حالة بدأت تتفاقم وتفرض نفسها في المجتمع، وصانع الوضع هو الإسلام، رغم أنه يسمح بالتعدد، والحل دوما بيد العلمانية التي تحرم التعدد الزوجات وتحلل تعدد الخليلات.
6 ـ السلوك: يوجد لدى مراهقي المغاربة تحرش لفظي وجنسي وتشرميل، وسوء معاملة، وأخلاق متدنية ولا يعرفون الحوار، والمشكل هو الإسلام والحل في العلمانية.
المشاكل كثيرة جدا في المغرب، والكل يعرفها.. من استبداد وغش وظلم واقتصاد الريع وبطالة وغلاء المعيشة والاستشفاء الطبي ضعيف، وقلة الكرامة، والقائمة طويلة، والسبب في ذلك كله هو الإسلام المتهم الأوحد حسب حكيم الببغاء، والحل الأوحد دوما هو العلمانية.
وبعدما استمعنا لحكيم البغاء وهو يجتر من قمامة الأفكار، وظن أنه فيلسوف بحق ومعلم الأخلاق وصانع الحلول، سنسأله عن العلمانية والحل التي تقدمه…
يردد حكيم البغاء، فيقول:
1 ـ حينما يلعن دستور المغاربة أن المغرب دولة علمانية وليست دينية إسلامية، ويتم فصل بين الدين والدولة فصلا تاما، ستنهال علينا الحلول وترتفع مشاكلنا… هكذا ببساطة يحاول أن يقنع حكيمُ الببغاء جمهورَ المغاربة…
2 ـ حينما يتم فرض العلمانية على المغاربة قهرا ستتفجر عقول المغاربة موهبة وذكاء ويختفي الجهل من عقولهم…
3 ـ حينما تقنن العلمانيةُ الاستهزاء بالمقدسات، ونستهزأ بالقرآن ونبي القرآن باسم القانون، ولا مقدس سوى الإنسان حسب دين العلمانية، سنكون أرقى الأمم ويختفي في محيطنا العنف، رغم أننا سنستفز مشاعر جميع المغاربة ونُهين ما يعتقدون ونسفه معبودهم (الله جل جلاله)…
4 ـ حينما نبيح الزواج المثلي، الرجل يتزوج الرجل، والمرأة تتزوج المرأة، ستقل ظاهرة العزوف عن الزواج وتختفي العنوسة…
5 ـ حينما نعطي المرأة نفس قسمة الرجل في الإرث ونسوي بينها وبينه، ونمنع في الوقت نفسه الرجل أن ينفق على المرأة؛ لأن المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة هكذا يجب أن تكون مناصفة في كل شيء، هذا مقتضى العدل المزعوم، فلا نفقة على الرحل، ولا مهر عليه، ولا النفقة عليه للأولاد، مناصفة في كل شيء، حينئذ ستجد المرأة نفسها في غاية التكريم، وستأخذ حقها كاملا…
أعتقد أنه من الحمق أن نسترسل في سماع ما يلهث به حكيم الببغاء؛ فإن العقل الراجح والفطرة السليمة يأبيان هذا التناقض الذي تقدمه العلمانية على أنه حل، ويرفضان هذا المسخ الذي تدعو إليه العلمانية على أنه رقي وتقدم.
الدعوة إلى علمنة المجتمع لبلوغ التقدم والنهضة أول من نادى بها صراحة أب العلمانيين وكبيرهم كمال أتاتروك في تركيا، بعد أن أجهز على نظام الخلافة، فما جنى غير الخيبة والتخلف والانحطاط.فبعد أن كانت تركيا قائدة العالم الإسلامي جعل منها دولة تافهة تابعة مقلدة للعالم الغربي. لقد أفلس الأنموذج العلماني في تركيا على جميع الأصعدة، ففي السياسة لم ينجح في إفراز نظام ديمقراطي تتداول فيه القوى السياسية السلطة وتتناوب فيه على الحكم بل ساد فيه الإستبداد والاستفراد واستأصال المعارضين.
وعلى الصعيد الإقتصادي لم تستطع تركيا الكمالية الخروج من التخلف وبناء اقتصاد تنموي وتنافسي يحقق الاكتفاء الذاتي ويرقى بالمستوى المعيشي للأتراك. وعلى الصعيد الأجتماعي أدت العلمانية إلى ظهور النعرات الطائفية والتميزق الإجتماعي والدعوات الأنفصالية. إلى اخره.
الدعوة إلى علمنة المجتمع لبلوغ التقدم والنهضة أول من نادى بها صراحة أب العلمانيين وكبيرهم كمال أتاتروك في تركيا، بعد أن أجهز على نظام الخلافة، فما جنى غير الخيبة والتخلف والانحطاط.فبعد أن كانت تركيا قائدة العالم الإسلامي جعل منها دولة تافهة تابعة مقلدة للعالم الغربي. لقد أفلس الأنموذج العلماني في تركيا على جميع الأصعدة، ففي السياسة لم ينجح في إفراز نظام ديمقراطي تتداول فيه القوى السياسية السلطة وتتناوب فيه على الحكم بل ساد فيه الإستبداد والاستفراد واستأصال المعارضين.
وعلى الصعيد الإقتصادي لم تستطع تركيا الكمالية الخروج من التخلف وبناء اقتصاد تنموي وتنافسي يحقق الاكتفاء الذاتي ويرقى بالمستوى المعيشي للأتراك. وعلى الصعيد الأجتماعي أدت العلمانية إلى ظهور النعرات الطائفية والتميزق الإجتماعي والدعوات الأنفصالية. إلى اخره.