د.بنكيران يكتب: المناصفة الحداثية بين المرأة والرجل في الميزان
هوية بريس – د. رشيد بنكيران
تقتضي المناصفة بين الجنسين ألا يكون لأحدهما انفراد بحق عن الآخر، فالحقوق ينبغي أن تكون مناصفة، وقد عرف الحداثيون في المغرب برفع شعار المساواة أو المناصفة بين الرجل والمرأة…
فمن مقتضيات المناصفة الحداثية:
✓ أن تتخلى المرأة عن الصداق أو المهر، فإذا طالبت به الرجل، فمن حق الرجل يطالبها به كذلك، فهكذا تقول المناصفة وتقرر.
✓ أن تتخلى المرأة عن حق النفقة، وتلزم بأن تنفق على نفسها، فلا الرجل يجب أن ينفق عليها ولا هي يجب عليها أن تنفق عليه.
✓ أن تتخلى عن حق المتعة عند الطلاق، فالمناصفة تأبى أن نخصص للمرأة المطلقة مالا لأنها أنثى ونمنع الرجل من ذلك لأنه ذكر، فكما كان هو يتمتع بها كانت هي كذلك تتمتع به، هكذا يفترض أن تقرر الحداثة.
✓ أن تحرم المرأة من أحقية السبق في حضانة الأولاد عند وقوع الطلاق، فهذه الأسبقية يرفضها مبدأ المناصفة.
لكن، هناك سؤال يفرض نفسه:
لماذا المناصفة الحداثية لا تتحدث عن المناصفة المطلقة كما دلت عليها المقتضيات آنفة الذكر وتنتقي منها فقط المطالبة بالمناصفة في الإرث، معارضة بذلك قوله تعالى (للذكر مثل حظ الانثيين)!؟
وجوابا عن هذا التساؤل المشروع، فإن الحداثة في المغرب لا يهمها موضوع مناصفة المرأة للرجل، وإنما تستغله لكي تجهز على قدسية القرآن الكريم في نفوس المغاربة وما تبقى من تشريعاته، فيسهل عليها تعميق أطروحاتها الحداثية في المجتمع (قبول بالزنا، قبول باللواط والسحاق، تعايش مع الأم العازبة، السماح بالإجهاض، التبني…). والقائمة طويلة
كما تسعى الحداثة في المغرب بهذا الانتقاء المفضوح والتركيز على موضوع الإرث من مجالات المناصفة إلى مغازلة النساء والمخنثين من الرجال لكي يكونوا في صفها.