د.بنكيران يكتب عن “الحكمة من خلق الإنسان”
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
لم يأل علماء الشريعة جهدا في بيان أن العبادة في الإسلام أوسع وأشمل من الطقوس الدينية المحضة كالصلاة والصيام والحج.. وقرروا -من خلال دليل الاستقراء- أن العبادة في الإسلام اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الظاهرة والباطنة؛
فالله سبحانه وتعالى:
✓ يحب العدل مثلا، فالعدل عبادة؛
✓ يحب العفو عند المقدرة، فالعفو عند المقدرة عبادة؛
✓ يحب الإتقان في العمل، فالعمل بإتقان عبادة؛
✓ يحب مساعدة الناس، فمساعدة الناس عبادة؛
✓ يحب التواضع مع الناس، فالتواصع عبادة؛
✓ يحب النظافة ووقاية الجسم، فالنظافة ووقاية الجسم عبادة؛
✓ يحب الاستجمام والترويج على النفس بالمشروع، الاستجمام… عبادة؛
يحب عمارة الأرض وإصلاحها، ففعل ذلك عبادة.
وهكذا، فأنت إذا بحثت ووجدت أن شيئا ما يحبه الله، فاعلم أن القيام بذلك الشيء لله عبادة، وإذا وجدت أن شيئا ما يبغضه الله، فتركه لله عبادة.
وهذا أمر مقرر لدى جميع علماء الإسلام دون استثناء، ولهذا صح أن نقول: الإنسان خلق للعبادة، بل هذا ظاهر قول الحق سبحانه: {وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ}.
لكن العجب كل العجب في أناس جهلوا معنى الحقيقي لمصطلح العبادة، فاتهموا علماء الإسلام لما وجدوا في عباراتهم ما يشير إلى حصر الحكمة الربانية من خلق الإنسان أنها في عبادة الله بما شرع.