د.بنكيران يوضح وقت صلاة الوتر عند جمع التقديم
هوية بريس – د.رشيد بن كيران
مسالة:
إذا جمع أهل الأعذار كالمريض أو المسافر وغيرهما بين صلاتي المغرب والعشاء في وقت المغرب أي جمع تقديم، فهل لهم أن يصلوا الوتر بعد الانتهاء من الجمع بين الصلاتين أم لا يصلوه إلا بعد دخول وقت العشاء؟
◆ هذه المسألة للعلماء فيها قولان:
• القول الأول: إن وقت صلاة الوتر يبتدئ بوقت صلاة العشاء المعتاد، فمن أوتر قبل دخول وقت صلاة العشاء لم يصح وتره. وينسب هذا القول إلى الأحناف والمالكية.
• القول الثاني: إن وقت صلاة الوتر يصح بعد أداء صلاة العشاء ولو صليت العشاء جمع تقديم في وقت صلاة المغرب، أي أن صلاة الوتر مرتبط بأداء صلاة العشاء لا بدخول وقتها المعتاد. وينسب هذا القول إلى الشافعية والحنابلة.
◆ قلت: إذا كان الوقت الأفضل لأداء صلاة الوتر مقررا في آخر الليل كما يشهد له الحديث النبوي في الصحيحين: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا»،
وفي صحيح مسلم مرفوعا: «مَنْ خَافَ أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ»، فإن أقرب القولين إلى الصواب في المسألة أعلاه هو القول الثاني، وبيان ذلك:
● أنه يوافق ظاهر النصوص التي بجموعها ربطت صلاة الوتر بأمرين اثنينن، وهما: دخول وقت الليل، وأول وقت الليل هو مغرب الشمس، وبأداء صلاة العشاء، وقد تححق الأمران معا في جمع تقديم بين صلاتي المغرب والعشاء.
● أنه جرى أن يأخذ التابع حكم المتبوع، وصلاة الوتر في حكم التابع لصلاة العشاء، فإذا جاز أن يقدم وقت المتبوع لعذر شرعي فالتابع من باب أولى.
● أنه يناسب المقصد الذي من أجله شرع جمع تقديم بين الصلوات، فرغم أن دخول الوقت شرط في صحة الصلاة، فإن الشارع رخص لأهل الأعذار تقديم صلاة العشاء عن وقتها لأجل رفع الحرج عنهم وجلب التيسير لهم، فالقول بعدم جواز صلاة الوتر إلا بعد دخول وقت العشاء يخالف المقصد من تشريع جمع التقديم.
والله أعلم.