د. بوعلي: انتقادنا في مجمله وجه للبيجيدي لأنه أسس شرعية وجوده على منظومة قيمية تحتل الهوية واللغة العربية محورها
هوية بريس – عبد الله المصمودي
في تدوينة عنونها بـ”مجرد توضيح سريع”، أكد د. فؤاد بوعلي أن انتقاده والمدافعين عن اللغة العربية في مجمله وجه للبيجيدي، بعدما امتنع أغلب أعضائه عن التصويت ضد قانون “فرنسة التعليم”، لأن هذا الحزب “أسس شرعية وجوده على منظومة قيمية تحتل الهوية واللغة العربية محورها، وتنازله عن هذه المنظومة يعني مساءلة وجوده ودوره في الحياة السياسة المغربية”.
وكتب رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، في جدار حسابه على فيسبوك: “اتصل بي العديد من الأساتذة والأصدقاء وحتى بعض المراسلين الصحفيين حول الموقف من سلوك فريق البيجيدي بمجلس النواب. ولأن الأمر تكرر كثيرا أود تقديم التوضيح التالي:
1. حينما نلوم أو ننتقد أو نعاتب فريق البيجيدي فإن الأصابع توجه في الحقيقة ليس لأعضائه وإنما للأمانة العامة للحزب التي وجهت في قراءتها السياسية التصويت نحو الموقف الحالي مما يعد تنازلا عن ثوابته المؤسسة لشرعية وجوده. إذ أعرف من أعضاء الفريق أناس أشد شراسة في الدفاع عن الهوية والدستور، لكنهم وازنوا بين مواقفهم المبدئية وتوجيه الحزب فانصاعوا للأخير. وهنا الخلل والمصيبة. لذا وسمنا موقف العثماني وأبي زيد بالبطولية في زمن ضياع بوصلة الانتماء وغياب استقلالية القرار السياسي.
2. عدد من الأصدقاء الصحافيين ركزوا في أسئلتهم على البيجيدي وكنت دوما أقول: هناك تمييز ضروري ومؤكد بين أحزاب إدارية تقوم بأدوارها المنوطة إليها إداريا لا تختلف في ذلك عن المصالح الإدارية وبتعبير سليمان الريسوني أحزاب ولدت في سرير السلطة. وأحزاب وطنية نشأت من رحم الشعب وكان من المفروض أن تعبر عن آماله وأحلامه فاختارت أن تقارع الأولى في “السرير” لكي تموت وتنتهي في أحضان السلطة. والصنف الثاني الذي يهمنا يجمع أحزابا اختارت التنازل النهائي عن قيمها ومبادئها واختارت موقع الذيلية، وأحزاب اختارت عبر الامتناع التنكر لماضيها وأدبياتها والارتماء في أحضان الإدارة. وإذا كان النقد في مجمله وجه للعدالة والتنمية فليس لأنه قائد الحكومة فقط وإنما لأنه أسس شرعية وجوده على منظومة قيمية تحتل الهوية واللغة العربية محورها. وتنازله عن هذه المنظومة يعني مساءلة وجوده ودوره في الحياة السياسة المغربية.
3. الخيانة في السلوك واضحة. خيانة المبادئ المؤسسة لهيئتك، خيانة الأصوات التي أوصلتك من أجل أن تعبر عنها وتقول “لا”، خيانة التراث النضالي لرجالات الحركة الوطنية واستعادة تامة للزمن الاستعماري بقيمه وثقافته، خيانة لمستقبل المغاربة الذي أصبح مرهونا بالغير المتخلف أصلا.. فلا تطلب من الناس أن يسموا الأشياء بغير أسمائها. ففي الوقت الذي يراهن جيراننا على الانفلات من سطوة “وليدات فرنسا” يعيدها وكلاؤها عندنا بفخر واعتزاز كما فعل أمزازي في تصريحه.
وللحديث بقية.. والمعركة مستمرة”.
يذكر أن 16 عضوا من فريقي العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، امتنعوا عن التصويت على المادتين 2 و31 من مشروع القانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين 17-51، أول أمس الثلاثاء بالبرلمان، وهو ما أدى إلى تمرير القانون بعد أن صوت عليه 12 عضوا فقط، مقابل عضوين (المقرئ أبو زيد ومحمد العثماني من حزب البيجيدي) صوتا ضده، من مجموع أعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب.