د. بولوز: الدعوة إلى إزالة نصوص القرآن والسنة من مقررات اللغة العربية إفراز لعقلية لائكية علمانية

 عبد الله مخلص-هوية بريس

اعتبر د.محمد بولوز، أستاذ التعليم العالي والمكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط، الدعوة إلى إزالة نصوص القرآن والسنة من مقررات اللغة العربية “إفرازا لعقلية لائكية علمانية تفصل الدين عموما عن الحياة بما فيها التعليم ومختلف مواده الدراسية، وصوتا نشازا غريبا من نكرات لا يعرف لهم أثر لا في الدين ولا في العربية، وإن كان لهم من جهد ففي ضربهما”.

وردا على تصريح أدلى به عبد الحميد عقار، عضو المجلس الأعلى للتعليم، ومطالبته بحذف نصوص القرآن والحديث من مقرر العربية، قال محمد بولوز أن هذه المطالب “تنم عن جهل مركب بالعربية ذاتها وكيف امتزجت بنصوص الوحي قرآنا وسنة امتزاجا لا فكاك معه إلا بتضييع أحدهما، فالشرع لا يفهم على الوجه الصحيح بغير العربية، والعربية لا تنسى فضل الوحي في تطويرها ونمائها واستمرارها عبر القرون”.

فالإنسانية -وفق بولوز دوما- “لم تعرف في تاريخها العريض والطويل كتابا له الفضل الكبير في حفظ لغة أمة ودوامها واستمرارها غير القرآن الكريم، وكذا الحديث الشريف، فالنبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب وأبلغهم وأوتي جوامع الكلم، فالقرآن أعطى العربية إكسير الحياة وسر البقاء ولولاه لاضمحلت العربية وذابت مع الزمن وحل محلها لغات أخرى كما حدث للاتينية وغيرها.

هذا وقد عدَّ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “من العيب مقارنة الإنجيل بالقرآن في هذا المجال، والإنجيل لم يحافظ على لغته التي كتب بها فضلا أن يكون سببا لحفظ لغة ما”.

وفي ختام تصريحه لهوية بريس قال د بولوز: “القرآن والسنة سبقا تدوين العربية وجمعها وأصبحا كلاهما عاملا أساسيا في تأسيسها وبنائها ونمائها وتهذيبها، فعلماء العربية اعتمدوا في تدوينها ألفاظ القرآن الكريم وألفاظ الشعر الصحيح وكلام أعرق القبائل وأبعدها عن العجمة كقيس وتميم وهذيل وغيرها، ويأتي اليوم من يدعو فصل البناء عن أسه ويعتبر ذلك عائقا في التعلم بحجة النص المعجز، وتاريخنا التربوي والتعليمي يفند هذه المزاعم ويبطلها فلما كان التلاميذ والطلبة يبدؤون حياتهم بحفظ القرآن الكريم كانت لغتهم العربية سليمة ومتينة وغنية، ولما ضعف ذلك فينا نعيش ما نراه من ضعف وهزال في لغة الضاد، فشيء من الحياء لمن يتكلم في غير ما يحسن”.