د. رشيد بنكيران: رقية لجلب النسيان… جهل ما بعده جهل
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تحت عنوان “رقية لجلب النسيان… جهل ما بعده جهل”، كتب الشيخ الدكتور رشيد بنكيران تدوينة مطولة في حسابه على فيسبوك، انتقد فيها بعض أفعال الرقاة، ومخالفتهم للمشروع في الرقية الشرعية، ونصح سائلته في ذات التدوينة برقية نفسها، وعدم قصد رجل ليقوم برقيتها.
وكتب مدير معهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات:
“اتصلت بي امرأة تسأل عن رقية قيل لها إنها تصلح لنسيان ذكريات سيئة.
وهذه الرقية تتضمن قراءة الآيات التي ورد فيها لفظ النسيان، ومن بينها:
(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ)
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا)
فنصحتها أن تبتعد عن هذا الطريق الذي ينم عن جهل كبير وضلال شنيع، وبينت لها أن لفظ النسيان الوارد في هذين الآيتين لما نسب للانسان فهو في سياق الذم، والذي يجب على المسلم أن يتعوذ منه ويسأل الله أن يجنبه لا أن يرقي نفسه به ؛ لأنه بمعنى الكفر باليوم الآخر والإقدام على المعاصي والمنكر، وإذا نسب النسيان إلى الله سبحانه وتعالى فهو بمعنى العقاب والوعيد الشديد لمن وقع في النسيان الأول، فالله سبحانه وتعالى منزه عن النسيان، وهذا ينبغي كذلك ان نسال الله ان يبعده عنا لأنه بمعنى التهديد والعقاب، فكلا النوعين نستعيذ بالله منهما .
فأي رقية هذه !!؟؟ وأي فقه هذا !!؟؟
فانظروا، أيها الفضلاء، صنيع هؤلاء الرقاة، ماذا يفعل الجهل بأصحابه، وماذا يفعل الهوى وحب المال أو الشهرة بأصحابها، يبيع آخرته بعرض من الدنيا فيخسر الدنيا والآخرة.
كما أود أن أغتنم هذه الفرصة وأتوجه بكلمة هامة في موضوع الرقية، وخصوصا إلى النساء..
الرقية وفق الضوابط الشرعية هي من الدين، دل على ذلك القرآن والسنة وعمل السلف الصالح، وهي نافعة بإذن الله، إلا أن القيام بها أمر ميسر للجميع، فمن تحفظ منكن سورة الفاتحة، أو المعوذتين؛ سورة الفلق وسورة الناس، ففي ذلك الكفاية.
فوالذي نفسي بيده لفي هذه السور الغنية والكفاية بإذن الله،
فرقي ، أختي في الله ، نفسك بها، ولا تبحثي عن رجل أجنبي عليك أن يرقيك، لا أقول إن ذلك حرام أو بدعة، ولكن ليس هناك حاجة إلى رقية أجنبي عليك، ما معك من القرآن يكفي ويحصل به الشفاء لك بإذن الله، ولكن لابد لك من توكل على الله وحده واستعيني بطاعة الله سبحانه وأكثري من السجود ..
ابتعدي عن هذه الأفكار التي يتم بها السيطرة على عقول الناس، والتي تتعلق بالدخول في عالم الجن والمبالغة فيه ؛ فهذا جني عاشق، وهذا جني حاسد، وهذا جني متسكع، وهذا جني ملحد، وهذا جني كتابي…
نحن – المسلمين- غير مكلفين بمخاطبة الجن والحديث إليه، ولا دعوته إلى الإسلام أو ما شابه.
فأمر الرقية ميسر ولله الحمد ولا داع لتعقيده وفلسفته ، أتعلمين لماذا أختي في الله ؟
لأن الناس في حاجة إليه، وما كان كذلك، كان من رحمة الرحمن الرحيم تيسير ذلك على عباده المؤمنين.
ومن غرائب الأمور أني وجدت من يزعم أنه هناك رقية كذلك ضد النسيان، فالأولى محل سؤال السائلة كانت لجلب النسيان، وهذا النوع لرفع النسيان وطلب التذكر، والغرض منه تمكين التلميذ ومن يدرس من الحفظ لأجل الامتحان، وهو يتضمن كذلك آيات تتضمن مصطلح النسيان. والله المستعان”.