د. سامي عامري يكتب: “ريّان” ودروايش الإلحاد العربي!
هوية بريس – د. سامي عامري
كثّف هذه الأيّام دروايش الإلحاد العربي الطعن في الإسلام، بإثارة “مشكلة الشّر والعدل الإلهي”.. وفعلهم حجّة لِما كررتُه مرارًا: هؤلاء ملاحدة لا يعرفون ما الإلحاد.. !
إلحاديًا: ريّان، جاء بسبب عشوائية الكيمياء عند بدء الحياة، وعشوائية البيولوجيا من خلال الطفرات العشوائية منذ الخلية الأولى في DNA … هو وسلفه من الكائنات الحيّة، جاؤوا إلى الوجود بسبب أخطاء.. وغادروا الحياة بسبب أخطاء.. وجود كلّه بلا معنى، ولا قيمة..
الملحد الذي يبكي ريّان، درويش، لأنّه لا معنى لأن يبكي ريّان ولا يبكي خنفساء داستها قدمه حين غفلة.. كل الكائنات الحيّة سواء.. وموتها كلّها بنفس القيمة.. لأنّه لا قيمة لشيء على الأرض..
إلحاديًا.. لا وجود لخير أو شر على هذه الأرض.. العدميّة الأخلاقية هي الحقيقة الوحيدة.. لا وجود على الأرض إلا للحركة العمياء.. هو وجودٌ مظلم بلا معنى، ولا قِبلة، ولا غاية..
إسلاميا: ريّان في الجنّة؛ لأنه لم يجر عليه القلم.. وهو شفيع لأهله إن شاء الله.. وما أصابه من ألم في أيّام، سيعقبه فرح في الجنّة بلا نهاية، في حبور أبديّ.. ولو جاز لي الدعاء؛ لقلتُ -بصدق-: ليتني كنتُ ريّان، فأفوز فوزًا عظيما..!
ودعاء المسلمين لريّان، يُكتب في صحيفة حسناتهم؛ فما دعا مسلم لأخيه بدعاء؛ إلّا قال ملَك: ولك بمثله..
والله أعلم وأحكم.. وحكمته أعظم من أن يستجيب سبحانه لدعاء الناس على الصورة التي يرضونها كلّ حين.. الذين يطلبون إلَهًا يستجيب لكلّ ما يُرفع إليه من دعاء؛ يعبدون “صندوق آمال” يستجيب لأحلامهم، ولا يعبدون الله ربّ العالمين.. وفي قصّة الخضر مع موسى عليه السلام بيان لبعض حكمة الله في ما قد تستنكره الأنفس لأوّل وهلة..
موت ريّان، مشكلةٌ للملحدين ..مشكلةُ وجود بلا قيمة، وموت بلا معنى..
الحديث طويل.. وقد فصّلته في كتاب: مشكلة الشر ووجود الله.. وهذا رابط صفحته، للتنزيل .. وقد هدى الله بفضله شبابًا من الإلحاد إلى الإسلام بعد قراءته..
تحميل كتاب مشكلة الشر ووجود الله – د سامي عامري
ومن أراد أن يقرأ في تناقضات الملاحدة، وجهلهم بحقيقة الإلحاد، وأنه لا معنى للحزن على ريّان في قلب ملحد؛ فليقرأ كتاب: “الإلحاد في مواجهة نفسه”..
الحمد لله على نعمة الإيمان بالله سبحانه، والحمد لله على نعمة القلب الذي يحزن لفقد ريّان، والحمد لله على الجنّة التي زُفّ إليها ريّان..
ربّنا ألحقنا بريّان في جنّات النعيم..