د. عادل رفوش يكتب: “جهالات الحائط الأزرق”
هوية بريس – د. عادل رفوش
قد يكون الولوج لمواقع التواصل الاجتماعي والمشاركة في مختلف وسائلها ؛ مستحباً تارةً و ضرورةً تارةً و ضرراً تارةً أخرى؛ و سواء كان المشارك مستفيداً أو مفيداً؛ “فأساس العلم” الذي يهدي للنصيحة والإخلاص؛ و “أساس الحلم” الذي يهدي للألفة والقوة ؛ لا ينبغي التفريط فيهما فالعلم دواء الجهل و الحلم دواء الجهالات؛ و يتأكد ذلك في حق ذوي الهيئات؛ فمهما تجاوز المخطئون والمخالفون والمندسون في الاعتداء عليهم طَيشاً و جهلاً وسفهاً فليستعينوا بالصبر والصلاة وليحرصوا على الصفح الجميل فإن العاقبة للتقوى؛ هذا و إن كثيراً من الناس فيهم خير وقد يُستفاد من حسن الحوار معهم في الجانبين العلمي والخلقي؛ وبهما يتم جمال الدين و سداد المعرفة وتقوية الصفوف؛ وعليه فمهما قصرت بك “نجود العلم” فاحذر أن تضل بك “حدود الأخلاق” فاصبر وتصبر و احلُم وتحلم كما أوصاكَ رسول الله؛
و قد سُدِّدَ من وصف الحلمَ بأنه خلق الأنبياء وأنه أهم الأخلاق بعد الصدق والحياء؛
و لو لم يكن في “جمال الحلم” إلا هذه الصورة التي رسم الأديب محمود الوراق فيما أسنده عنه ابن أبي الدنيا في كتابه الإشراف في منازل الأشراف و البيهقي في شعب الإيمان:
شَكَرْتُ لِظَالِمِي ظُلْمِي…وَغَفَرْتُ ذَاكَ لَهُ عَلَى عِلْمِي
وَرَأَيْتُهُ أَسْدَى إِلَيَّ يَدًا…لَمَّا أَبَانَ بِجَهْلِهِ حِلْمِي
رَجَعَتْ إِسَاءَتُهُ عَلَيْهِ وَإِحْسَانِي…فَآبَ مُضَاعِفَ الْجُرْمِ
وَغَدَوْتُ ذَا أَجْرٍ وَمَحْمَدَةٍ…وَغَدَا بِكَسْبِ الذَّمِّ وَالْإِثمِ
مَازَالَ يَظْلِمُنِي وَأَرْحَمُهُ…حَتَّى بَكَيْتُ لَهُ مِنَ الظُّلْمِ
وقد علق عليها المبرد في الكامل بقوله:
اخذ هذا المعنى من قول رجل من قريش لرجل قال له: إني مررت بقوم من قريش من آل الزبير أو غيرهم يشتمونك شتماً رحمتك منه، قال: فسمعتني أقول إلا خيراً! قال: إياهم فارحم.
وقال الصِّدِّيق رحمه الله: لرجل قال له: لأشتمنك شتماً يدخل معك في قبرك، قال: معك والله يدخل، لامعي.
وقال ابن مسعود: إن الرجل ليظلمني فأرحمه.
وقال رجل للشعبي كلاماً اقذع له فيه، فقال الشعبي: إن كنت صادقاٌ فغفر الله لي، وإن كنت كاذباٌ فغفر الله لك.
ويروى أنه أتى مسجداً فصادف فيه قوماً يغتابونه فأخذ بعضادتي الباب، ثم قال:
هنيئاً مريئاً غير داء مخامِرٍ…لعزة من أعراضنا ما استحلت
((والله ولي التوفيق و الحمد لله رب العالمين)).
قلّ ودلّّ
الكل يعلم ان الحائط الأزرق كما اشار اليه الشيخ حفظه الله هدم كثيرا من البيوت وافسد كثيرا من الأخلاق وقل من ينجو … والله المستعان فلو من نصيحة للشباب لقطع الصلة مع مثل هذه المواقع والله الموفق