د.عوام: من تسديد التبليغ إلى تسديد الانتخابات

هوية بريس – متابعة
تحت عنوان “من تسديد التبليغ إلى تسديد الانتخابات“، كتب الدكتور محمد عوام “اطلع علينا وزير الأوقاف بخطته الجديدة السديدة الرائعة، التي قضت بتوحيد خطبة الجمعة، ونجم عن ذلك توقيف عدد من الخطباء، لأنهم حسب منطق الوزير خوارج ومجرمون”.
وأضاف الباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة في منشور له على فيسبوك “وهذه الأيام يأتي دور وزارة الداخلية في شخص وزيرها، ليفصح عن تسديد آخر يتعلق بالانتخابات، مفاده أن لا أحد يحق له انتقاد الانتخابات، ولو بدا من سرها ما بدا، وانكشف من خروقاتها ما انكشف، فحكمة الوزارة تقتضي “شوف وسكت”، وبمنطق وزير الداخلية السابق ادريس البصري على حد قوله لبعض الوزراء: “اسكت لمك””.
وأوضح عوام “هذا التسديد الجديد لوزارة الداخلية، هو في الحقيقة ينسجم مع ما اعتادته، وانتهجته منذ زمن غير يسير، أعني خطتها في تدبير الانتخابات والتحكم فيها، ورسم خريطتها ومعالمها”. مردفا “ولهذا يتساءل المرء هل فعلا هناك إرادة حقيقية للإصلاح والمضي قدما بالمغرب نحو مستقبل أفضل أم أن منطق التحكم والاستبداد والفساد يقود البلاد والعباد نحو المجهول والكوارث، نرجو الله أن لا يصدق حدسي وظني”.
وتابع عوام “حدثني شيخي عبد الحفيظ العيساوي رحمه الله، الذي خبر دهاليز العملية الانتخابية منذ ستينيات القرن الماضي، عن الانتخابات، وكان ذلك بعد انتخابات الربيع العربي 2011، وصعود حزب العدالة والتنمية، فقال لي رحمه الله: هذه أول مرة في التاريخ تكون فيها السلطة محايدة، وانتخابات نزيهة، لكن هذه أول مرة وآخرها، ولن يتركوهم يستمروا” يقصد حزب العدالة والتنمية”.
التسديد الجديد للانتخابات، حسب عوام “ومنطقها هو: “من بارك الانتخابات فهو آمن، ومن انتقدها فلا يلومن إلا نفسه” فهل بهذا نبني الديمقراطية وحرية النقد والتعبير، فهل يوجد في العالم إنسه وجنه، من يهدد الناس، أو يضع لهم قوانين تلجمهم عن الكلام، وتغلق أفواههم، نعم وجد هذا في مملكة فرعون، (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)، فكان من أمره ما كان”.
كما أكد عوام “أما المغرب بأصالته ورجالاته ودولته، وتاريخه، فلا يليق به هذا التسديد الجديد، لأنه سيبدد مستقبله، ويقضي على أسس بناء الدولة الحديثة، التي نأمل أن نصل إليها، ومن أسسها حرية التعبير، وهو مقصد شرعي وحق دستوري، ومنطق فطري”.
إن المغرب ليس في حاجة إلى خطط تسديد بمنطق التبديد، يضيف عوام “بقدر ما هو في حاجة إلى رجال يحبون وطنهم ويسعون في إصلاحه، والرفع من شأنه، أما منطق التحكم والتسلط والظلم والاستبداد والفساد، فاقتضت سنة الله تعالى أنه مهلك ومدمر، ولا يظلم ربك أحدا”.



