د.عوام يعلق على استشهاد البروفيسورة الغزاوية ختام الوصيفي
هوية بريس – متابعة
كتب د.محمد عوام، عن استشهاد البروفيسورة الغزاوية ختام الوصيفي “رحمها الله رحمة واسعة وتقبلها في الشهداء والصالحين، الإجرام الصهيوني لا حد له، لا يؤمن لا بشرائع، ولا بقوانين، ولا بأعراف إنسانية وأخلاقية. عجزت عن وصفه، لأن كل الأوصاف الشنيعة والقبيحة التي تضمنتها معاجم الدنيا بكافة لغتها قد اتصف بها، ولم تف بالمقصود، ولكن لا أجد أفضل من وصف الله تعالى لهم بقسوة القلب. قال عز وجل: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)”.
وأضاف الباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة، في منشور له على فيسبوك “ثم في صورتها صفعة للأقلام المأجورة، والعلمانية الحاقدة، التي ما فتئت تزدري حجاب المرأة المسلمة ونقابها، وتنعتها بالتخلف، لأن عندهم التحضر هو ثقافة العري المخزي، مع الجهل والعمى”.
وتابع عوام “ها هي بنقابها عالمة فيزيائية، لها من البحوث والدراسات ما يشرفها ويشرف أمتها، فتحتل بذلك مكانة مرموقة في تخصصها، كما لها باع طويل في الفكر والثقافة، ما لا يملك منه الحاقدون شيئا، بل لا يصلحون حتى أن يكونوا تلاميذ تلاميذها”، مردفا “ترتقي شهيدة وشاهدة على عالم يحكمه المجرمون، ويتحكم فيه الطغاة المستبدون، عالم أصبح فيه العرب خرافا ضالة، خائفة وجلة، وبعضها متصهينة، تتفرج على هذا الإجرام الذي لا حد له، ولا يطاق”.
فأقدار الله تسري، يضيف عوام “وفيها من الحكم البالغة، ما تجعل النفس مطمئنة راضية، فمهما فعلوا فلن يفلحوا، لأن الله سبحانه وعد المؤمنين بالنصر، وقضت سنته بانتصار الحق على الباطل في الوقت الذي يريده، ووفق مراده وسننه، فيدمغه فإذا هو زاهق”.
وللأنظمة العربية التي وصفها بـ”البئيسة”، قال “فقد شاءت حكمة الله تعالى أن لا يشرفكم بأن يكون لكم موقف تاريخي لنصرة فلسطين، ولو علم الله فيكم خيرا، لشرفكم بذلك ولدلكم عليه، ولكن حكمته اقتضت أن تنتصر المقاومة، وتحظى وحدها بهذا الشرف، وإن الله على نصرهم لقدير”.
ثم أكمل منشوره “نعم قد انتصروا في معركة العزة والكرامة، ومعركة الصبر والتحدي، ومعركة مقاومة العدو. أما أنتم فقد نلتم من الخزي والعار والشنار والذل والهوان ما تستحقونه، لأنكم لم تدركوا بعد أن انتصار المقاومة هو انتصاركم وفيه عزتكم، وأنى تدركوا هذه الحقيقة وأنتم تولون وجوهكم قبل الصهاينة تستجدونهم حفاظا على عروشكم المنكسرة”.
وختم د.عوام منشوره للأنظمة العربية، بأن “الشيء الوحيد الذي تتقنونه، وتتفننون فيه، وتبدعون وتبتكرون، ولا يضاهيكم فيه أحد، هو قهركم لشعوبكم، وسحق مخالفيكم، ومع هذا كله، فما زال أمامكم ما يمكن فعله لنصرة فلسطين، وإلا فسفينة النصرة تمخر عبابها، وقريبة من أن تستوي على الجودي، جودي الحق واسترجاع الحقوق، فمن ركبها نجا، ومن لم يركبها غرق. والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.
يذكر أن الدكتورة ختام الواصفي استشهدت وزوجها الدكتور محمود أبو دف وأبناؤهم شهر دجنبر العام الماضي إثر قصف صهيوني.
وكانت الدكتورة ختام رئيسة قسم الفيزياء في الجامعة الإسلامية-غرْة ونائبة عميد كلية العلوم، وهي صاحبة 60 بحثا في الكهرباء المغناطيسية، كما لها كثير من البحوث في البصريات الإلكترونية، وحازت على لقب امرأة فلسطين في المجال الفكري عام 2022.