د. فؤاد بوعلي: من أعطى للسيد خروز الحق في الحديث في مجال اللغة وهو لا يفقه فيه شيئا؟
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تحت عنوان “حول خرجة خروز الأخيرة”، كتب الدكتور فؤاد بوعلي في حسابه على فيسبوك ردا على ما قاله مدير المكتبة الوطنية السابق ادريس خروز، حول التدريس بالعربية والأمازيغية، مستغربا ما صدر عنه، وهو الفرنكفوني المعروف بولائه للثقافة الفرنسية، وخدمة مشاريعها.
كما استغرب د.بوعلي أن يتحدث خروز في مجال لا يفقه فيه شيئا، مجال خاص بعلماء اللسانيات واللغويات ودبجوا فيه بحوثا ودراسات تجيب على كل ترهاته التي اجترها من النقاشات الشعبوية.
وهذا نص رد د. بوعلي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية:
“وصلتني العديد من الرسائل المفاجأة والمستنكرة لما قاله مدير المكتبة الوطنية السابق ادريس خروز، حول التدريس بالعربية والأمازيغية، حسبما ما نقلته إحدى الصحف الإلكترونية. ومن يعرف السيد خروز وفكره وسلوكياته لن يهتم كثيرا بمقالته لعدة أسباب نشير إلى بعضها على وجه الاستعجال ورغبة في دفع العديد من الأصدقاء والأساتذة الكبار إلى عدم نشر مثل تلك “الترهات” عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة:
• حين كان السيد خروز مديرا للمكتبة الوطنية كان معروفا لدى القاصي والداني أنها ملحقة للمؤسسات الثقافية الفرنسية، ويكفي إطلالة بسيطة على برامج الأنشطة التي نظمت في عهد إدارته، لنكتشف الهيمنة الفرنسية على برامج وقاعات المؤسسة التي من المفروض أن تكون معلمة وطنية بامتياز تساهم في النهوض الثقافي للمغرب وليس خلق نواة لقلعة ثقافية فرنسية بالمغرب
• حين إدارته “الغير موفقة” للجنة إعداد القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية تبينت رغبته الواضحة في فرض أجندته الخاصة على اللجنة والتي اتضحت جلية في خطابه في افتتاح اللقاء التشاوري من خلال تفسير خاص لبنود الدستور يصل إلى جعل الفرنسية والعبرية لغات وطنية، والتعامل الغامض مع اجتهادات اللجنة، بصورة خلقت إشكالات بين النص المناقش في اللجنة والنص المتداول الآن في البرلمان، مما يثبت أن الهوى الفرنكفوني للسيد خروز ليس جديدا أو مفاجئا بل هو جزء من تكوينه وثقافته التي جعل من المكتبة الوطنية قبل تقاعده مجالا لتصريفه
• دوما كنا نقول للمنافحين -بصدق- عن الأمازيغية أن الخصم الحقيقي للغتين الوطنيتين هو الفرنكفونية ووكلاؤها، فالسيد خروز الذي كان عضوا في مجلس إدارة المعهد الملكي للأمازيغية يجعل من لغة رسمية كيانا لسنيا غير قابل للاستعمال العلمي أو المعرفي، مما يعني أننا أمام فضيحة حقيقية، شخص في قيادة مؤسسة علمية لا يؤمن بها بل ولا يؤمن بقدرة اللغة على التعبير العلمي. هل هناك فضيحة أكبر من هذه؟ والسؤال اللساني البسيط الذي يطرح على مثل هؤلاء: هل هناك لغة تستطيع وأخرى لا تستطيع التعبير عن العلم والمعرفة وغير ذلك؟ ما هو منطق هؤلاء في سلمية الاستعمال؟
• وأخيرا من أعطى للسيد خروز الحق في الحديث في مجال اللغة وهو لا يفقه فيه شيئا؟ بأي حق يتحدث في مجال خاص بعلماء اللسانيات واللغويات ودبجوا فيه بحوثا ودراسات تجيب على كل ترهاته التي اجترها من النقاشات الشعبوية؟ أم هي محاولة للعودة إلى الأضواء بحثا عن مكان تحت ظل الخالة الفرنسية؟
• وأخير مسألة التدريس ليست بالرؤية التبسيطية التي غلف بها السيد خروز طرحه بل هي أعمق من ذلك وتداولها المختصون في العديد من المؤتمرات والندوات التي خلصت إلى أن التدريس بغير اللغة الوطنية يعني اجترارا للفشل الذي يراهن عليه السيد خروز من أجل التمكين الدائم للغة موليير.
هذه مجرد توضيحات مستعجلة”.