د.فاوزي: الصوم ليس عذرا للوقوع في الغضب أو ما يسمى بـ”الترمضينة”
هوية بريس – عابد عبد المنعم
أكد الدكتور يوسف فاوزي أنه يجب على كل مسلم أن يعلم “أن شهر رمضان المبارك موسم للطاعات والقربات يتقرب فيه العبد من الله سبحانه؛ وليس المقصود منه فقط الإمساك عن شهوتي البطن و الفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ بل هو أكثر من ذلك بكثير؛ فهو مناسبة لتزكية النفس وتربيتها؛ كما أنه يكون فرصة لانطلاقة جديدة في التخلص من العادات السيئة والفواحش الخبيثة؛ كشرب الخمر والتدخين وتناول المخدرات؛ وغيرها من الآفات التيهي سبب خراب الفرد والمجتمع”.
وعقب أستاذ الشريعة بجامعة ابن زهر بأكادير “غير أننا نلحظ للأسف غياب هذه المقاصد عند فئة من الأفراد؛ حيث إن البعض يعمد إلى التصرف بهيجان وغضب شديد بحجة أنه مدمن صائم؛ وهو ما يسميه العامة بـ”التمرضينة”؛ فيجعلونها مبررا لسب الدين واللعن؛ وهذا السلوك الفاحش غير مقبول وليس الصوم عذرا في الوقوع في هذا المحضور؛ ونذكر في هذا المقام بالوعيد من سب الدين؛ قال سبحانه:
قَوْلُ الله تَعَالَى (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ.. (66)) [التوبة].
قَالَ الْقَاضِي ابْنُ الْعَرَبِيِّ المَالِكي فِي أَحْكَامِ الْقُرْءَانِ: (لَا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ مَا قَالُوهُ مِنْ ذَلِكَ جِدًّا أَوْ هَزْلًا، وَهُوَ كَيْفَمَا كَانَ كُفْرٌ، فَإِنَّ الْهَزْلَ بِالْكُفْرِ كُفْرٌ، لَا خُلْفَ فِيهِ (أيْ لَا خِلَافَ فِيهِ) بَيْنَ الْأُمَّةِ، فَإِنَّ التَّحْقِيقَ أَخُو الْحَقِّ وَالْعِلْمِ، وَالْهَزْلَ أَخُو الْبَاطِلِ وَالْجَهْلِ.) اهـ
فالله سبحانه وتعالى لم يعذر هؤلاء المستهزئين حتى في حال المزاح فكيف بحال الجد؟!
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (- إنَّ مِن أكبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلعَنَ الرجُلُ والِدَيه قالوا يا رسولَ اللهِ وكيفَ يَلعَنُ الرجُلُ أبَوَيه ؟ قال: يَسُبُّ الرجُلُ الرجُلَ فيَسُبُّ أباه ويَسُبُّ الرجُلُ أُمَّه فيَسُبُّ أُمَّه). فكان الجزاء من جنس العمل”.
وأضاف الأكاديمي المغربي في تصريح لـ”هوية بريس” بقوله “ذهب الفقهاء إلى أن الغاضب الذي يغلق عليه الإدراك يلحق بالمجنون الفاقد للعقل؛ بحيث لا يدري ما يصدر منه؛ أما الغاضب لمجرد التوقف عن الإدمان فهذا لا يعذر بسبه للدين.
والواجب تنبيه هؤلاء الناس إلى خطورة الأمر؛ وليعلموا أن فرصة رمضان مناسبة بعون الله في التوبة والتخلص من هذه الآفات”.