د. فايد يرد على كيسنجر ونظريته في قيام حرب ثالثة وإبادة المسلمين
هوية بريس – إبراهيم بيدون
صرح وزير الخارجية الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، وأحد مفكريها وصانعي سياساتها المشهورين، هنري كيسنجر، على أن هناك بوادر قيام حرب عالمية ثالثة، وأن المسلمين سيتحولون فيها إلى رماد.
وردا على كلامه هذا كتب د. محمد فايد في حسابه على “فيسبوك”: “هذا الخطاب فيه عقدة وهذا المخلوق الذي يتمنى أن يتحول المسلمون إلى رماد عاش حياته كلها ينتظر حكم “إسرائيل” للعالم لكنه تقدم به السن، وربما يكون مصابا بمرض الخرف”.
وأكد في تدوينته أن “هذا المخلوق (كيسنجر) يبدو محبط جدا وحزين، وخطابه متجاوز، وربما يكون الشخص انتهت مدة صلاحيته السياسية، وربما نقول له: سيبقى المسلمون وسينمو الإسلام ويتكاثر في أمريكتك وفي أوروبا حتى تضيق الأرض بما رحبت على الحاقدين مثلك يا كسنجر العجوز”.
ثم بين د. فايد أن خطاب كيسنجر “يدخل في الحرب النفسية ضد المسلمين”، وقال “على الشباب المسلم أن يكون قويا حتى لا تضعف نفسيته، وعليه أن يعلم أنه لو كان من الممكن القضاء على الإسلام لكان كفار قريش قتلوا محمدا صلى الله عليه وسلم لما كان وحيدا ضعيفا بين أعتى البشر على وجه الأرض”.
وكان كيسنجر صرح في حوار أجرته معه جريدة “ديلي سكيب” الأمريكية، قبل أسابيع، “أن الحرب العالمية الثالثة باتت على الأبواب وإيران ستكون هي ضربة البداية في تلك الحرب، التي سيكون على “إسرائيل” خلالها أن تقتل أكبر عدد ممكن من العرب وتحتل نصف الشرق الأوسط” وذلك بحسب ما أوردته يومية المساء في عددها لنهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف المتحدث ذاته في تصريحاته القوية قائلا: “لقد أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرًا لأهميتها الإستراتيجية، لنا خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران”.
وزاد قائلا: “عندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتهما سيكون (الانفجار الكبير) والحرب الكبرى قد قامت، ولن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأمريكا.. وسيكون على إسرائيل خلالها القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح، لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط”.
وأضاف كيسينجر منذرا بأن “طبول الحرب تدق بالفعل في الشرق الأوسط، و الأصم فقط هو من لا يسمعها”، مبرزا أنه إذا سارت الأمور كما ينبغي -من وجهة نظره- فسوف تسيطر إسرائيل على نصف منطقة الشرق الأوسط.
وأشار كيسنجر إلى أن الشباب الأمريكي و الأوروبي قد تلقوا تدريبات جيدة حلال القتال في السنوات العشر الماضية، وعندما ستصدر لهم الأوامر بالخروج إلى الشوارع لمحاربة تلك (الذقون المجنونة) -حسب تعبيره- فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم [يقصد المسلمين] إلى رماد.
أضغاث أحلام وآماني مغرور، فكل الحروب التي خاضتها أمريكا وإسرائيل طوال العشر سنوت اﻷخيرة منيت فيها بالهزيمة عسكريا ولم تتمكن من تحقيق أهدافها، اللهم إلا تدمير البنيات التحتية واستهداف اﻷبرياء في حملات انتقامية مسعورة، فعلمنا أن ميزان التفوق لا ترجحه القوة العسكرية والعتاد لوحده ولكن قوة العقيدة هي الكفة الراجحة في كل المعارك، ولولا أن داعش كانت دسيسة صهيونية و خنجرا في ضهر حركات التحرر والمقاومة في البلدان المنكوبة لقضي اﻷمر منذ زمن، ولكن ليقضي الله قدرا كان مفعولا.
العجيب أن أمريكا الصهيونية لا تحارب حركات التحرر و المقاومة هذه ولا تضعها في خانة الإرهاب و لا تعتقل أفرادها لتزج بهم في أبوغريب أو غوانتانامو بل تتركهم على راحتهم بل و تتعامل أيضا مع بعضهم و تستعملهم كمرتزقة و كصحوات ، بينما أمريكا الصهيونية نفسها لا تحارب و لا تقصف الآن إلا ما أسميتَه أنت بـ”الدسيسة الصهيونية” داعش ! و أمريكا الصهيونية لم تجمع حلفاءها و خدمها و عبيدهل إلا لاستئصال داعش !! … هذا هو الواقع الآن و هذه هي الحقيقة بعيدا عن خزعبلات و ترهات المهووسين بـ المؤامرة و التي صارت هي الشماعة التي تعلق عليها الجماعات الفاشلة فشلَها …
وأعجب منه أنه مع قصفها إياهم فهم يتكاثرون ويواصلون تقدمهم، دون أن يعيقهم قصف التحالف، فكيف إذن فر الجيش العراقي تاركا لهم كل عدته وعتاده دون قتال وهم بعد في طور النشأة، وكيف أرسلتهم أمريكا للتحرش بأكراد الشمال الذين كانوا يعيشون حياة الاستقرار كعقاب لهم على مطالبة الولايات المتحدة بإعادة ناقلة نفط كردية وصلت السواحل اﻷمريكية بصفة غير قانونية.
الواقع أن الدواعش كلاب الصهاينة يرسلونهم على من خالف توجهاتهم وتوجيهاتهم في المنطقة.
ثم إن الصهاينة اﻷمريكان وحلفاءهم قد استفادوا من تجارب الماضي ولم يعودوا يتورطون في أية معارك مباشرة مع العدو، ولم عساهم يفعلون وفي المنطقة من هو مستعد ليخوضها بالوكالة مقابل مال أو منصب كداعش وبشار وأغلب من يتربعون على كراسي الحكم ومن يخوضها ويمولها فقط للاتقاء المصالح اﻵنية كإيران وروسيا وحزب الشيطان الرافضي اللبناني ، وما خفي كان أعظم.
لكن أكثر الناس لا يفقهون.
1. أولا القول بأنهم يتكاثرون ويواصلون تقدمهم بالرغم من القصف هكذا على الإطلاق هو قول غير صحيح بالمرة، بل الحقيقة أنهم فقدوا العديد من المدن خصوصا في السنة الأخيرة تحت شدة القصف من أمريكا وحلفائها دون نسيان القصف الروسي وأيضا بسبب تكاثر أعدائها على الأرض وتنظيمهم لصفوفهم … وكأمثلة للمدن التي سيطرت عليها داعش ثم خسرتها : كوباني في أوائل 2015 ثم تكريت والفلوجة والرمادي و أيضا تدمر التي خسروها تحت القصف الروسي ومؤخرا جرابلس والراعي التي خسروها تحت القصف الأمريكي والجلش التركي على الأرض ، فتصوير الأمور أن داعش تواصل تقدمها بالرغم من القصف هو كلام خاطئ بالمرة بل معارك داعش كسائر المعارك تخضع للنصر والهزيمة والتقدم والتراجع حسب شراسة المعارك و تداخل أعدائها والذين بدورهم بعضهم يعادي البعض الآخر و لكل أجنداته الخاصة و هذا أيضا يلعب دورا في تعقد الوضع و تأخر الحسم على الأرض.
2. بقاء داعش لحد اليوم ومواصلة سيطرتها على كثير من المناطق هو راجع لعدة أمور يفهمها كل ذي عقل منها تمرسهم في القتال وحروب الكر والفر لسنين طويلة فهم سبق لهم أن قاتلوا أمريكا منذ غزوها للعراق في 2003 في البداية تحت اسم التوحيد والجهاد ثم القاعدة في ب الرافدين ثم انصهروا بعد ذلك مع عدة جماعات قتالية أخرى ليكونوا مجلس شورى المجاهدين ثم د. العراق الإسلامية في 2007 ثم التمدد الأخير للشام .. هم ليسوا جماعة تولدت فجأة كما يتوهم بعض الجهلة والسذج بل لهم تاريخ حافل وطويل من القتال .. من جهة أخرى فداعش أصحاب عقيدة قتالية قوية وقد ذكرت أنت بنفسك أن الذي يحسم في الحروب الطويلة هو قوة العقيدة و ليس مجرد السلاح ثم ما لبثت أن ناقضت وتجاهلت هذا العامل .. داعش أصحاب عقيدة قوية .. لا نتكلم هنا عن الحق والضلال، بل عن قوة العقيدة التي تجعل صاحبها مستعدا للموت والتضحية لأجلها وهذا أمر واضح في داعش.
3. أما هلوسات أصحاب المؤامرة الذين يتركون تحليل ودراسة الأمور بموضوعية ويعلقون كل شيء و يرمونه على المؤامرة الكونية الماسونية !! ولو قلنا لهم هاتوا أدلتكم المادية و براهينكم على ما تتهمون به أعداءكم وخصومكم ما حاروا جوابا و ما استطاعوا سبيلا و اكتفوا بالسب و رمي كل شيء على الصهاينة والصهيونية و بقية الأسطوانة المعروفة المشروخة .. هذه الأسطوانة ما عات تنفع .. الميدان يا حميدان .. الحرب الآن نراها على الأرض و القصف و المعارك نتابعها يوميا بين بين مختلف الفصائل و الجيوش و التحالفات في المنطقة هذه التحالفات هي بدورها متناحرة فيما بينها و بعضها يعادي بعضا .. و كل يريد أن تكون الثمرة له لوحده .. فداعش تحارب الروافض والأكراد والفصائل الأمريكية .. والأكراد يحاربون داعش و يحاربون الأتراك .. و الأتراك يحاربون داعش ولكن عدوهم الأول هو الأكراد .. هذا هو ما يعقد الحرب و يؤخر الحسم في النهاية ..
4. الآن رد باختصار على ما أوردته أنت كأدلة على أن داعش صهيونية ..
من بين الأدلة التي استدللت بها على صهيونية داعش .. هو فرار الجيش العراقي من الموصل !! .. وهنا أيضا أنت تناقض نفسك مرة أخرى في مسآلة أن الحسم يكون لقوي العقيدة لا للمدجج بالسلاح … إذ كيف تريد من جيش رافضي عقيدة أبناءه الروافض تدعوهم عند الشدائد إلى الشرك بالله والاستغاثة بعلي والحسين، كيف تريد منهم الثبات ؟! أتنتظر منهم أن يثبتوا وهم يرون هجوما مباغتا لدواعش يحبون الموت أكثر من حب جنود الروافض للحياة !!
هذا بالضبط ما وقع عند دخول مقاتلي داعش إلى أطراف الموصل .. فما إن تمكن مقاتلو داعش من دحر الجيش العراقي في أول ثكنة عسكرية على أطراف الموصل حتى نزع بقية جنود الجيش العراقي ملابسهم العسكرية و رموا بنادقهم و أطلقوا سيقانهم للريح …
5. و للإشارة مثل هذا الهروب للجيش الرافضي العراقي قد حصل مرات عديدة ليس في معركة الموصل وحدها بل حدث ذلك لهم مرات ومرات في عدة مواجهات مع داعش ..
المضحك أنك الآن تقول عن داعش صهيونية ، ثم تتغافل عن حقيقة الجيش العراقي الرافضي .. فمن صنع أصلا جيش العراق الرافضي ؟!
طبعا كل متابع منصف يعلم يقينا أن أمريكا -بعد غزو العراق- قامت بحل الجيش العراقي السابق (جيش صدام) ثم أنشأت مكانه جيشا رافضيا خالصا لتذبح به أهل السنة في العراق … جيش رافضي صنعته “أمريكا الصهيونية” وهذا الجيش يحارب داعش وتحاربه داعش من سنوات طويلة ، و مع ذلك يأتيك عبقري زمانه ليقول لك بملء فيه “داعش طنيعة أمريكية داعش صنيعة صهيونية” !! … الله المستعان على ما تصفون
6. أما كلامك عن الكرد و كأنهم كانوا ملائكة يمشون على الأرض فهو أيضا مضحك … هناك كيانان للأكراد اليوم :
_ البشمرغة في العراق و هؤلاء عملاء لأمريكا من زمان وعلاقتهم بالكيان الصهيوني معلومة للجميع منذ الثمانينات
_ قوات الحماية الكردية في سوريا (YPG) : مجموعة يسارسة ولاؤهم لأمريكا ، اتفقت معهم أمريكا في بداية 2014 على مهاجمة داعش في الرقة وأنشأت لهم غرفة عمليات في كوباني كانت سينطلق منها الهجوم على الرقة، فباغتتهم داعش في عقر دارهم وأفشلت بذلك خطتهم بجعل كوباني مقرا ومنطلقا للهجوم على الرقة
الحاصل أن داعش تقاتل البشمرغة و وحدات الحماية الكردية الذين هم عملاء لأمريكا بل ولهم علاقات معروفة مع الصهاينة … و مع ذلك يأتيك عبقري زمانه ليقول لك “داعش صنيعة صهيونية” أما البشمرغة و وحدات الحماية الكردية فهم “قوات تحرر وطني” … ههههه
لا أدري لماذا لا يعلق أزلام العدمانية وعبيد الغرب على هرطقات الخنزير الأمريكي العجوز كسنجر مع أن الحمولة الارهابية التهديدية الاجرامية الهمجية تطفح في كل حرف من حروفها؟؟؟ إنه صمت التلميذ أمام أستاذه وإنها وضعية المريد أمام شيخه الصوفي كوضعية الميت أمام غساله. ما أتعس عبيد الغرب لاعقي أحذيته الملطخة بدماء الأبرياء.
أنا أظن أن من أقوى الردود على هذا اليهودي العجوز الذي سيموت إن شاء الله دون أن يرى حلمه يتحقق هو رده على نفسه عندما نقلت صحيفة New York Post عنه قوله في 2012 : “In 10 years, there will be no more Israel” خلال 10 سنوات، لن تكون هناك دولة اليهود (التي يسمونها إسرائيل)، و هو ربما أكبر أمريكي خدم ذلك الكيان !!!
ألن تموت أنت و دولتك قبل أن يتحقق لك ما تريد؟؟
قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) وقال كذلك: (لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا). في الحقيقة هذا الحوار ليس حقيقيا بل هو خيالي إفتراضي ساخر لكن للأسف بعض الجرائد العربية وضعت نفسها في موقف حرج حينما نشرت الحوار على أنه واقعي بدون معرفة مصدره وطبيعته. ذلك أن جريدة ديلي سكيب ليست أمريكية وليست بيومية عادية بل هي جريدة بريطانية ساخرة مثل جريدة شارلي هبدو الفرنسية. كتبت هذا توضيحا وصيانة لإخواني من البهتان وليس دفاعا عن كسنجر وزمرته.
ذلك أن جريدة ديلي سكيب ليست أمريكية وليست بيومية عادية بل هي جريدة بريطانية ساخرة مثل جريدة شارلي هبدو الفرنسية. وحادثة هذا الحوار المختلق مذكورة على أحد صفحات ويكيبيديا بعنوان The Daily Squib ضمن مقالب وحوادث أخرى لهذه الجريدة التي تسببت باستهتارها في تورط جريدتي الأهرام المصرية والغد الأردنية وكذلك وزير بريطاني سابق في نشر المقال على أنه واقعي. ويذكر أن جريدة الأهرام الإلكترونية ahramonline نشرت بيانا جاء فيه أن يومية الأهرام الورقية قد نشرت حوار كسنجر الوهمي على أنه واقعي عن طريق الخطأ. وكذلك منظمة Global Research الكندية نشرت الحوار على موقعها لكنها وضحت أنه خيالي بعد العنوان مباشرة.