د.قرطاح يكتب: جَلْبُ الإبريز من جَلَبَةِ باريز!!!

هوية بريس – د.مصطفى قرطاح
بعد زيارته المظفرة إلى الديار الفرنسية، حكى لي مرافق الشيخ عما شاهده من فتوحات الشيخ وكراماته فقال:
لم يقتصر الأمر على وزير الداخلية فحسب، بل كل أعضاء الحكومة، ورئاسة الجمهورية وأعضاء الجمعية الوطنية، كلهم ظلت أفواههم فاغرة، وأبصارهم خاشعة، وهم يتابعون محاضرة الشيخ، لا يخدش سكينتهم إلا شهقة هنا، وتَأَوُّهٌ هناك…
أنهى كلمته، لكن الصمت ظل مطبقا على الحضور، فأوحى إليهم أن كركروا بكرة وعشيا، فانقلب الصمت إلى جَلَبَة…
التفت ماكرون نحو زوجه بريجيت، فإذا عيناها تفيضان من الدمع، سألها بصوت شجي يوحي بتأثر بالغ:
أترين يا حبيبتي كم هو عجيب حال هذا الشيخ، وجهه ليس به تجاعيد، كأنه شاب في مقتبل العمر!!!
شزرته بنظرة حادة ثم صفعته بقوة وهي تصرخ: “كَطْنْزْ عْلِيَّا يا ولْدْ الْحْرَامْ”؟
لم يعجب ماكرون من الصفعة، فقد اعتاد على ذلك، ولكن تعجب من نطقها بالدارجة المغربية، فالتفت نحو الشيخ الذي أجابه على الفور:
إنه الوَجْدُ يا سيدي، الوَجْدُ يملك على المرء مشاعره وأحاسيسه، ويغيرعليه لسانه ومنطقه!!!
التفت ماكرون نحو الجمهور قائلا: إنها تداعبني وتعبر عن حبها لي!!!
ماكان لهذه الحادثة الطريفة أن تنسي الحاضرين كلام الشيخ وأن تطمس أهميته،
همس رئيس الحكومة في أذن وزير الداخلية وقال: لو كان بيننا هذا الرجل لما وقعت أحداث شارلي إيبدو،
فرد عليه:
لو لم تقع تلك الأحداث الأليمة لما فكرنا في استقبال هذا الرجل، ولما أدركنا أهمية منهجه في مكافحة التطرف والإرهاب!!!
رد رئيس الحكومة: لا تنس أن سيادة الرئيس ماكرون قد تحدث عن الإسلام السني!!
ذاك ما أعنيه بالضبط، رد وزير الداخلية.
تحت تصفيقات الجمهور، صعد ماكرون إلى المنصة، وخده لا زال محمرا من أثر الصفعة، وخاطب الشعب الفرنسي: إلى كل الفرنسيين، لا تقلقوا بعد اليوم، هذا الرجل قد دلنا على الطريق، انظروا إلى ثيابه، وأنظروا إلى علم فرنسا بيننا تقارب كبير، وسنعزز هذا التقارب في المستقبل، حتى يصطبغ الإسلام الفرنسي بألوان الشيخ!!!
ثم سأله الدعاء لهم، فجثا الشيخ على ركبته، ورفع يديه حتى بدا بياض إبطيه، فأشار إليه أحدهم أن اِخْفِضْهُما لِمَا رَأَوْا، ففعل،
ثم دعا: ليبارككم الرب، ويزيد بلادكم أنوارا وعطورا، وليدفع عنكم سخرية الإنجليز واحتقار الأمريكان وجفاء الألمان، وليمنحكم أناقة الطليان وأنفة الإسبان، وليحمكم شر الفئران والجرذان، وتقلبات الزمان…
ثم دعا لنفسه فقال: اللهم يسر دخولي عليكم، وافتح لي قلوبكم وجيوبكم…
وقبل أن ينتهي، أشار عليه وزير الداخلية بالدعاء للشيخ أحمد، فقال:
أجل، سيدي أحمد، الولي التقي، الصالح الزاهد، الناسك المجاهد، اللهم اجعل التوفيق رفيقه، والتوقيف سنده، وسدد خطته، وبلغه مقصوده، وأطل عمره، ومكنه من عهدة جديدة، كما مكنت لعبد العزيز بوتفليقة، تقر بها عينه، ويقضي فيها وطره!!
وعند نزوله في مطار الرباط، وجد في استقباله الشيخ أحمد الذي هنأه على نجاح الزيارة وتَوَّجَهُ بلقب: سفير فوق العادة للإسلام المغربي إلى العالم…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإبريز: هو الذهب الخالص.
الجلبة: الصياح والصخب.



