د.هيثم طلعت يكتب: المناظرة بين.. الكاهن والبروفيسور

هوية بريس – د.هيثم طلعت
شاهدت المناظرة بين الملحد عصيد والبروفسيور طلال لحلو..
رأيتها مناظرة بين كاهن يحرس معبد العلمانية بمقولات صفراء قديمة مهترئة مضى زمنها!
لم يعد أحد يتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة بحجة أن الطالبات يدرسن باهتمام زائد!
لم يعد أحد يقول أن الفن لا يوجد فيه حلال ولا حرام!
يا عصيد! زمنك ولَّى وانتهى
أنت تخاطب عجائز العلمانية بمقولات قاسم أمين وهدى شعراوي
يا رجل نحن في قرن جديد!
لا يُسلم لك الفنانون أنفسهم بما تقول؛ أنت تضر بمقولاتك حتى الفن، فتجعله متحررا من القيم والمعنى والأخلاق!
صدقني يا عصيد رأيتك كاهنا ينطق الفرنسية بلسان ركيك!
الأجيال الجديدة من الملاحدة والمؤمنين لا يصلح معها هذا الخطاب الشعبوي القديم؛ الأجيال الجديدة تُناقَش في مسألة المساواة مثلا بأحدث الأوراق العلمية في علوم المخ والأعصاب، بكتب مثل كتاب جنس المخ Brain Sex لآن موار Anne Moir، بأبحاث سيمون بارون كوهين، وليس بنجاح الطالبات في المدرسة.
أما في الطرف الآخر من المناظرة فقد رأيت باحثا يطوف بين الأوراق العلمية لجامعات العالم حتى يضبط أطروحته، رأيت قارئا نهما لمخرجات الحداثة ومنتوجاته، ومطلعا على العلمانية أكثر من عصيد وحراس المعبد!
رأيت لسانا طلقا في الفرنسية.
رأيت رجلا يسدد الضربات تلو الضربات للعلمانية، وعصيد في أحد أركان الحلبة يترنح ويرد بخطاب شعبوي عاطفي قديييييييييييم ناييييف!
يا عصيد ولى زمنك صدقني!
وأختم بما ختم به دكتور طلال مناظرته: الحداثيون سمموا كل شيء لمسوه.
شكرا دكتور طلال.
رست إن نو بيس أصيد.



