ذة. لطيفة أسير تكتب: بدل إغلاق معهد المهدي منيار.. ألم يكن حريا بالوزارة أن تدعم التجربة وتقومها وتصلح ما بها من خلل؟!!
هوية بريس – عبد الله المصمودي
على هامش قرار وزارة التربية الوطنية القاضي بإغلاق مدارس المهدي منيار الملقب بـ”الأستاذ المعجزة”، كتبت الأستاذة لطيفة أسير تدوينة مطولة تحت عنوان ” إنْ أريدُ إلا الدّعم ما استطعتُ!!”، ناقشت فيها القرار، ودعت إلى دعم التجربة وتجويدها وإصلاح ما فيها من خلل وعطب، من باب تشجيع الطاقات وتوقيمها.
حيث كتبت أسير “بعد الضجة التي أثيرت حول الطالب المهدي المنياري، اعترتني حالة الكتابة مجددا فأحببت البوح بما في نفسي.
المهدي المنياري خاض تجربة شخصية ووجد سندا ودعما -كما قال- من أسرته، وهي تجربة -بالنظر لحال كثير من شباب اليوم- تعتبر حسنة، وذات توجه إيجابي، فهو لم يسلك أي مسلك شبابي منحرف كنظرائه، شاب أحبّ التعليم، ورأى في نفسه قدرة على أن يقدم نوعا من الخدمات التعليمية لفئة من المتمدرسين، فخاض التجربة، وكافح لأجلها ،حتى غدا في ظرف وجيز جدا من أرباب الثراء في مهنة جلّ روادها يشكون قلة ذات اليد، بعد أن تمّ تصنيف راتب الأستاذ المغربي في المرتبة ما قبل الأخيرة عربيا”.
وأضافت المدرسة أسير “قد لا نختلف -نحن أسرة التعليم- على أن الشاب المنياري ليس بـ(أستاذ)، فلا المؤهلات ولا المسار التعليمي والتكويني ولا البيداغوجيا التي يعتمدها تؤهله لذلك، لكن دعونا نتفق على اسم آخر قد يناسب عمله ومشروعه الذي يستحق الدعم، لنعتبره مستثمرا شابا يودّ استثمار أمواله في قطاع التعليم، وذلك بإنشاء مدارس خاصة، ولنعتبره (داعما تربويا) و(محفزا نفسيا) لفئة هشة من الطلاب، عجزت المناهج التربوية بالمدارس العمومية عن احتوائها واستيعاب مشاكلها لإكراهات شتّى، جلّ من في القطاع يعلمها.. لنعتبره كذلك، ولنوجه له الدعم بالشكل الذي يليق به كمستثمر وكمؤازر لهذه العينة من التلاميذ”.
بدل أن تغلق الوزارة المعاهد، حسب الكاتبة المغربية “عليها أن تعيد هيكلتها بطريقة تربوية، تسمح للشاب بمتابعة عمله تحت ناظرها، على أن يسري عليه ما يسري على المعاهد الخاصة، وحسب ما فهمته فهناك حوالي 200 أستاذ يشتغلون بمعاهده، يعني أن النتائج التي يحصل عليها التلاميذ ليست بمجهود المنياري فحسب، بل هو عمل جماعي لطاقم من الأساتذة -وإن كنت لا أعلم طبيعة هؤلاء الأساتذة الذين قام المنياري بتوظيفهم، هل هم من الأساتذة الرسميين أو المتقاعدين أو المتعاقدين أم هم فقط من حاملي الشواهد المعطلين أم ماذا ؟؟؟-، وقد خامرني سؤال لعله خامر الكثيرين منكم، لماذا التزمت الوزارة الصمت طيلة أربع سنوات، وتركت الشاب يواصل عمله دون مضايقات، ثم أجهزت عليه على حين غفلةٍ!! مع العلم أن عمله كان يتم بشكل علني منذ البداية وليس في دهاليز سرية؟!!”
عندي كما عند غيري من الأساتذة، تضيف أسير في تدوينتها “مؤاخذات على خرجات المهدي الأخيرة (اللي خرجات عليه)، فإن كان يعتبر نفسه (أستاذا) فينغي أن يكون قدوة لتلامذته، بدءا بلباسه وانتهاء بمنهجية تفكيره، لم يعجبني تنقيصه من الأساتذة في كثير من تصريحاته، ولا تفاخره بما وهبه الله من أموال، ولا إنفاقه بتلك الطريقة العشوائية التي بدت في برنامج له مع (العشّابي) وكأنه قارون الذي لا يخشى نفاد ماله، ولا هندامه ولا قصّة شعره التي نعاني بالمدارس الأمرّين لثني التلاميذ عنها، التدريس ليس حشوًا لذهن التلميذ بالمعلومات فحسب، بل هو رسالة يمرر من خلالها الأستاذ جملة من الكفايات والمهارات والأساليب الحياتية التي تخلق المواطن المسلم الصالح، حين نطلب من الأستاذ أن ينزل لمستوى التلاميذ ليفهمهم، فليس معنى ذلك أن يجاريهم في نمط حياتهم ولا أسلوب عيشهم وطريقة كلامهم، بل الواجب أن يتفهّم تلك الأمور ويعمل على استيعابها ليزرع مكانها قيمًا ومبادئ تتناسب مع ديننا ومجتمعنا”.
وتابعت أسير “بقليل من الانتباه لهذه الأمور ، وبكثير من الدعم من الوزارة يمكن أن نجعل من المهدي المنياري فعلا قدوة شبابية نفتخر بها”.
انتقاد الأساتذة للمهدي المنياري، توضح أسير “ليس من باب (خوك في الحرفة عدوك) كما يقولون، لأن التدريس أسمى من مثل هذه الأمثال، وليس من باب الحسد لأن المهدي جنى في أربع سنوات ما عجز الأستاذ الحقيقي عن تحقيق عشره في ثلاثة عقود من التدريس، وإنما هي غيرة على اسم (الأستاذ) الذي نحبّ دائما أن يكون مثلا أعلى شكلا ومضمونا”.
يذكر أن وزارة التربية الوطنية كانت أصدرت بلاغا ليلة الخميس أعلنت فيه توقيفها لمعهد المهدي منيار، لعدم حصوله على التراخيص المؤطرة لعمله، في حين أعلن هو استعداده لاتباع التدابير والإجراءات التي تؤطر عمله قانونيا.